دعت الأممالمتحدة، وهيئات دولية أخرى، مقاتلي الثوار وعناصر الكتائب الموالية للزعيم الليبي "الهارب"، معمر القذافي، إلى التوقف عن شن هجمات انتقامية متبادلة بين الجانبين، بعد العثور على عشرات الجثث في عدة أنحاء من العاصمة طرابلس، يُعتقد أن أصحابها قُتلوا في عمليات إعدام جماعي منظمة. وبينما حثت الهيئات الدولية القذافي، الذي لم يعثر له الثوار على أثر في مجمع "باب العزيزية"، وأنصاره على الاستسلام، وتجنيب الدولة العربية إراقة مزيد من الدماء، وجه العقيد الليبي رسالة جديدة إلى أنصاره، دعاهم خلالها إلى الزحف على طرابلس و"تحريرها" ممن وصفهم تارة ب"الجرذان"، وأخرى ب"العملاء." وقال القذافي، في رسالته الصوتية التي أذاعها تلفزيون "الرأي" العراقي الذي يبث من دمشق، مساء الخميس، هي الثالثة منذ سيطرة الثوار على العاصمة الليبية: "لا تتركوا طرابلس لهؤلاء الجرذان"، داعياً أنصاره إلى السيطرة على المساجد وأسطح الأبنية، وقال إن الثوار هم أجانب يتوجب تحرير طرابلس منهم. وتابع مخاطباً مؤيديه في مقطع آخر: "هذه ساعة النصر والجهاد، هؤلاء سينتهكون أعراضكم وبيوتكم"، وطالبهم بخوض المعركة من "شارع شارع.. وزنقة زنقة.. وبيت لبيت"، كما دعا رجال الدين في العاصمة الليبية إلى تشجيع الشباب وقيادتهم في المعركة، مشدداً على ضرورة مشاركة النساء فيها. وانتشرت عشرات الجثث في شوارع العاصمة الليبية خلال الساعات القليلة الماضية، تركزت في المنطقة القريبة من مجمع "باب العزيزية"، مقر إقامة القذافي، وكان معظم أصحاب تلك الجثث مكبلي اليدين، وتبين أن غالبيتهم قُتلوا رمياً بالرصاص في الرأس، مما يرجح تعرضهم لعملية إعدام جماعي. ورغم أن غالبية القتلى ينتمون لجنسيات أفريقية، من "المرتزقة" الذين كانوا يشكلون عماد الكتائب الموالية لنظام العقيد الليبي، قالت مصادر تابعة للثوار لCNN في المكان، إن هؤلاء الأشخاص قُتلوا على يد عناصر موالية للقذافي. وكان أحد القادة في صفوف ثوار ليبيا، قد قال في تصريحات له الخميس، إن القذافي ربما لجأ مع أبنائه إلى مجمّع من الأبنية على مقربة من مقره الأساسي في باب العزيزية، الذي سيطر المعارضون على أرجاء واسعة منه بعد معارك قاسية، مضيفاً أن مجموعات تابعة للثوار توجهت إلى الموقع في محاولة لتطويقهم. ولا يمكن لCNN تأكيد صحة هذه المعلومات، نظراً للظروف الأمنية، غير قيادات الثوار تتعامل بجدية مع كل المعلومات المتعلقة بالقذافي ومصيره، على أمل القبض عليه. من ناحية أخرى، أكد رئيس اللجنة التنفيذية بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، محمود جبريل، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، احمد داوود أوغلو، في مدينة اسطنبول الجمعة، أن المجلس الانتقالي شرع بإجراءات تشكيل الحكومة الانتقالية، بهدف تلبية احتياجات الشعب الليبي. وفيما أكد جبريل أن المجلس بدأ أيضاً بجمع الأسلحة الموجودة بحوزة الثوار، تمهيداً لإعادة تشكيل الجيش الليبي، فقد حذر من وقوع ليبيا فيما أسماها "أزمة شرعية"، نتيجة تأخر الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة في الخارج، وهي الأموال التي يعول عليها المجلس الانتقالي لسد احتياجات المواطنين قبل العيد. من جانبه، قال المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتخطيط لما بعد النزاعات، أيان مارتن، إن تقديم المساعدات الإنسانية، خصوصاً المساعدات الطبية، هي أهم الأولويات في ليبيا حالياً، مضيفا أن الأممالمتحدة وشركاءها يقومون بصياغة نهائية لخطة مساعدات تستمر لثلاثين يوماً في البلاد. وقال مارتن، أمام اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية المعنية بليبيا، إن الأممالمتحدة وشركاءها من المنظمات غير الحكومية يجاهدون لضمان توصيل المساعدات الطبية بسرعة للجرحى، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والمياه.