دعت الأممالمتحدة، وهيئات دولية أخرى، ثوار ليبيا وعناصر الكتائب الموالية للزعيم «الهارب» معمر القذافي، إلى التوقف عن شن هجمات انتقامية متبادلة بين الجانبين، بعد العثور على عشرات الجثث في عدة أنحاء من العاصمة طرابلس، يعتقد أن أصحابها قتلوا في عمليات إعدام جماعي منظمة. وبينما حثت الهيئات الدولية القذافي، الذي لم يعثر له الثوار على أثر في مجمع باب العزيزية، وأنصاره على الاستسلام، وتجنيب الدولة العربية إراقة مزيد من الدماء، وجه العقيد الليبي رسالة جديدة إلى أنصاره، دعاهم خلالها إلى الزحف على طرابلس وتحريرها ممن وصفهم تارة ب«الجرذان»، وأخرى ب«العملاء». وقال القذافي، في رسالته الصوتية التي أذاعها تليفزيون «الرأي» العراقي الذي يبث من دمشق، أمس الأول، هي الثالثة منذ سيطرة الثوار على العاصمة الليبية: «لا تتركوا طرابلس لهؤلاء الجرذان»، داعيا أنصاره إلى السيطرة على المساجد وأسطح الأبنية، وقال إن الثوار هم أجانب يجب تحرير طرابلس منهم. وتابع مخاطبا مؤيديه في مقطع آخر: «هذه ساعة النصر والجهاد، هؤلاء سينتهكون أعراضكم وبيوتكم»، وطالبهم بخوض المعركة «شارع شارع.. وزنقة زنقة.. وبيت بيت»، كما دعا رجال الدين في العاصمة الليبية إلى تشجيع الشباب وقيادتهم في المعركة، مشددا على ضرورة مشاركة النساء فيها. وانتشرت عشرات الجثث في شوارع العاصمة الليبية خلال الساعات الأخيرة، تركزت في المنطقة القريبة من مجمع باب العزيزية، مقر إقامة القذافي. وكان معظم أصحاب تلك الجثث مكبلي اليدين، وتبين أن غالبيتهم قتلوا رميا بالرصاص في الرأس، ما يرجح تعرضهم لعملية إعدام جماعي. ورغم أن غالبية القتلى ينتمون لجنسيات إفريقية، من المرتزقة الذين كانوا يشكلون عماد الكتائب الموالية لنظام العقيد الليبي، قالت مصادر تابعة للثوار لشبكة «سي إن إن» الأمريكية في المكان، إن هؤلاء الأشخاص قتلوا على يد عناصر موالية للقذافي. من ناحية أخرى، أكد رئيس اللجنة التنفيذية بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوجلو في مدينة إسطنبول، أمس، أن المجلس الانتقالي شرع بإجراءات تشكيل الحكومة الانتقالية، بهدف تلبية حاجات الشعب الليبي. وأوضح أن المجلس بدأ أيضا بجمع الأسلحة الموجودة بحوزة الثوار، تمهيدا لإعادة تشكيل الجيش الليبي، وحذر من وقوع ليبيا فيما أسماها «أزمة شرعية»، نتيجة تأخر الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة في الخارج، وهي الأموال التي يعول عليها المجلس الانتقالي لسد حاجات المواطنين قبل العيد.