حققت الاسواق المالية العالمية الاثنين نتائج افضل حيث كانت اكثر ثباتا بعد التقلبات التي شهدتها الاسبوع الماضي وسط مخاوف تتعلق بالاقتصاد الاميركي وازمات الدين في بلدان اليورو ومن ثم خشية وقوع الاقتصاد العالمي في موجة ركود جديدة. وبدأ التعامل قويا في بورصة وول ستريت مع سلسلة من عمليات الشراء الكبرى بين الشركات، ما ساعد بدوره البورصات الاوروبية على الانتعاش بعد احراز البورصات الاسيوية ارتفاعا كبيرا في اعقاب الارقام التي اظهرت اداء افضل من المتوقع للاقتصاد الياباني. ففي نيويورك ارتفع مؤشر داو جونز للشركات الممتازة بنسبة 1,17 بالمائة نحو الساعة 14,15 غرينيتش بينما ارتفع مؤشر ناسداك للتكنولوجيا بنسبة 1,07 بالمائة. وساعد على انعاش الاجواء الاقتصادية العالمية اعلان شركة غوغل العملاقة للانترنت شراء موتورولا موبيليتي الاميركية للهواتف النقالة بمبلغ 12,5 مليار دولار نقدا، ما يعزز نظام تشغيل اندرويد الخاص بها للهواتف المحمولة. كما انتعشت الاسواق الاوروبية بعد ارتفاعات اسيوية قبل ان تعود للتراجع ومن ثم تستقر مع بدء التعامل الاميركي وتصريح البنك المركزي الاوروبي بشرائه 22 مليار يورو من السندات الحكومية الاسبوع الماضي مخففا العبء عن كاهل كل من ايطاليا واسبانيا. فقد ادى تدخل البنك المركزي الاوروبي الى خفض نفقات الاقتراض بالنسبة لكل من ايطاليا واسبانيا، ما رفع التوقعات الاقتصادية بعد اسابيع من الخسائر الثقيلة بسبب المخاوف ازاء وضع الاقتصادين الثالث والرابع بين بلدان اليورو وما تردد عن احتمال طلب كل من ايطاليا واسبانيا خطة مساعدات اسوة باليونان وايرلندا والبرتغال. وقبل اعلان البنك الاوروبي توقع الخبراء ان يشتري المصرف المركزي للقارة ما بين 15 و20 مليار يورو من السندات الحكومية، ومن ثم كان تصريح البنك بشراء الحد الاعلى من السندات اكثر مدعاة للثقة ما ساعد في تحييد اثار رفض الحكومة الالمانية اصدار سندات للتعامل المشترك باليورو بهدف دعم البلدان الاضعف المتبنية للعملة الموحدة. وفي لندن ارتفع مؤشر فوتسي-100 للاسهم الرائدة 0,77 بالمائة نحو الساعة 14,00 غرينيتش، بينما ارتفع فرانكفورت داكس 1,15 بالمائة وباريس كاك-40 بنسبة 0,98 بالمائة. وجاء ارتفاع بورصة مدريد بنسبة 0,55 بالمائة بينما قفزت بورصة ميلانو 4 بالمائة الجمعة قبل اغلاقها لعطلة بالبلاد. وارتفع اليورو ليبلغ 1,4385 دولارا بعد ان كان 1,4249 دولارا في وقت متأخر الجمعة في نيويورك. ولم يشهد سعر الذهب تغيرا يذكر اذ تراوح عند 1740 دولارا للاوقية منخفضا عن السعر القياسي الذي احرزه الخميس وناهز 1815 دولارا للاوقية. وقد اعرب خبراء اقتصاديون عن خيبة املهم من عدم طرح مسألة سندات اليورو للنقاش خلال قمة الثلاثاء في باريس بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وقال المحلل المالي ديفيد موريسون بمجموعة جي اف تي لمعاملات البورصة "بدأنا اليوم متطلعين لقمة الثلاثاء .. وزادت الامال باتخاذ الزعيمين اجراءات جريئة لكبح ازمة الديون مع تكهنات بالموافقة على طرح سندات باليورو". غير ان الحكومة الالمانية استبعدت، حسبما اضاف موريسون، هذا الطرح "ما ادى تباعا لاحجام المتعاملين مجددا عن المضاربات". وتعارض المانيا طرح سندات اليورو اذ تعتقد ان من شأن ذلك رفع كلفة الاقتراض بالنسبة لها وتشجيع البلدان على عدم الاخذ بالاصلاحات المطلوبة لسد ثغراتها الاقتصادية واضفاء الاستقرار على منطقة اليورو ككل. وقال مايكل هيوسون المحلل بهيئة سي ام سي ماركتس ان فكرة سندات اليورو "ولدت ميتة"، مضيفا ان تلك السندات "ليست حلا سحريا كما ظنتها الاسواق". وتابع بالقول لفرانس برس "يتطلب نجاح سندات اليورو استعداد ألمانيا لشطب كافة الديون السيادية الهامشية بما يحمله ذلك من مخاطر على تصنيفها الائتماني". واضاف "ان تحمل مسؤوليات عن كتلة باكملها دون اصلاحات هيكلية لاقتصادات الدول الاصغر يرقى لمستوى دفع شيك على بياض -- وهو ما لن تفعله ميركل لعدم قدرتها على ذلك لا سياسيا ولا قانونيا". وعلى صعيد تعاملات البورصات الاسيوية في وقت سابق الاثنين شهدت بورصة طوكيو ارتفاعا نسبته 1,37 بالمائة مع صدور ارقام افضل مما كان متوقعا لنمو الاقتصاد الياباني ما عزز الامال بان الاقتصاد الاسيوي الضخم على درب الانتعاش بعد الزلزال والتسونامي المدمر الذي ضرب البلاد في اذار/مارس الماضي. وقالت جين فولي محللة مجموعة رابوبنك "ساد هدوء في الاسواق بعد زوبعة الاسبوع الماضي". واضافت محللة البورصات "الارقام التي نشرت الجمعة واظهرت نتيجة افضل مما كان متوقعا لمبيعات التجزئة الاميركية في تموز/يوليو، اضافة الى تحسن نمو الناتج المحلي الاجمالي الياباني في الربع الثاني، سمحت للبورصات العالمية وللمستثمرين بتنفس الصعداء".