سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فنانات يحترفن الغناء بالحجاب لمواجهة تحفظ المجتمع وأخريات يطالبن زميلاتهن بخلعه وزير الثقافة اليمني ل (عناوين):لا نستطيع القفز على الواقع وصعود الفنانة اليمنية سيأتي في أوانه
تزخر الساحة الفنية اليمنية بالعشرات من الفنانات اليانعات المحجبات اللاتي يكتفن بالظهور في صالات الأعراس ومنهن من تتجاوز ذلك إلى إصدار ألبومات لتدخل مجال الشهرة داخل اليمن على الأقل. إلا أن الفنانات في اليمن تعانيين مشكلات في الظهور في المجال الفني بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية. ( عناوين ) استطلعت آراء الفنانات اليمنيات حول احترافهن الغناء ، وما يسببه لهن من متاعب أمام الأسرة و المجتمع الذي ما يزال متمسكاً بالعادات والتقاليد الاجتماعية. تؤكده الفنانة نشوى بقولها : " ما زال المجتمع مغلق وما زالت الفنانة محاربة من الأهل في المجتمع من حولها " . أما الفنانة المحجبة الشابة (صفاء الخولاني 15 عاماً) ذكرت أن الموهبة هي التي تفرض على الشخص الظهور والإعلان عن نفسه ، وتقول : " بعض الأسر لا تشجع بناتها ، لكن أنا لقيت تشجيع من قبل أسرتي ، وهم من ساعدني على الظهور .. مستدركة ... " بعض الأسر تحرم على البنت الدخول في مجال الغناء ، بل حتى أنهم يحرمونها من التعليم " . وبسؤالها عن تغلبها على معارضة المجتمع لدخولها الفن قالت : " لا يهمني كلام الناس ، فأنا واجهت الكثير ، ولكن مع مرور الوقت أصبح الرفض من الأمور الطبيعية لدي ، وأهم شيء هو أن ظهوري لم يكن على أساس الشهرة ، بل أن موهبتي أرغمتني على ذلك ، ثم بعد ذلك لقيت احترام من قبل الجمهور. وتوافقها الرأي الفنانة (ولاء كليب) والتي توضح أنها واجهت ضغوطات من قبل المجتمع والأهل عندما بدأت تغني ، وتقول : " بدأت أغني وأنا في المدرسة وعمري 7 سنوات ، حينها كنت أسمع من الناس حولي أن غناء الفتيات من العيب " . وتضيف : " موهبتي وإصراري على دخول الفن ، أجبر أسرتي على تشجيعي ، حتى أنني وصلت لمرحلة المشاركة في المهرجانات الوطنية داخل اليمن وخارجه . وتضيف كليب: " بلدنا يحتاج إلى تطور أكثر ونحن أصل الفن والطرب الأصيل بس ما يزال هناك عقول متجمدة .. يرددون (هذا عيب وهذا ما يصلح وهذا مش كويس) ، لكن ما يزال الفن باقي " .
إلا أن الفنانة وداد آثرت الغناء في الحفلات المقتصرة على النساء فقط ، بعيدا عن الأضواء ، جراء ممانعة أسرتها الظهور كمغنية ، رغم أنها تساهم في العبء الاقتصادي الذي يثقل عاتق الأسرة . الفنانة المحجبة كثير من اليمنيات من تمتلك موهبة الغناء ، وهو ما يجعلهن مندفعات تجاه الغناء والظهور في الحفلات أمام الجماهير ، ولكن طابع المجتمع جعل غالبية الفنانات ترتدين الحجاب ، وهو وما تعترض الفنانة نشوى 30 عام التي تحب أن تصف نفسها فنانة اليمن الأولى ، إذ تقول ل (عناوين) : " أنا اعتبر نفسي من أوائل الفنانات اللاتي بدأن بالظهور على الشاشة بالشكل المتحضر ، يعني الذي يمثل الفتاة اليمنية أحلى تمثيل خاصة وأنني طلعت في مشاركات خارجية في الخليج العربي وغيره ، ومن هذا المنطلق حبوني الناس واعتبروني فنانة اليمن "، مشيرة إلى أن المجتمع اليمني لا يفرض على أحد ارتداء الحجاب .. مستشهدة بقولها " لو تجولت في الشارع اليمني ستجد المحجبة وستجد غير المحجبة ، وأنا شعرت بأن دخول الفن بالحجاب شيء صعب من وجهة نظري، لذا فإن التقدم جعل بمقدور الفنانة اليمنية أن تخلع الحجاب إذا ما أرادت دخول الفن". وتقول الفنانة نشوى : " أنا مع الفنانة المتحررة بس بحدود الفنانة المتحررة بس بالتزام .. وما نشاهد الآن من فيديو كليب أخرج الفن عن أصله ، وهذا لا يسمى فن .. ممكن يسمى أي شيء ثاني" .
الفنانة ( آلاء جمال 16 عاماً ) والتي اعتزلت مجال الغناء لأسباب خارجة عن إرادتها تقول : " بطلت أغني قدام الناس بس أغني قدام بابا وماما وإخواني وأعزف على البيانو " وتعبر عن رأيها في الغناء بالحجاب قائلة : " الواحدة تطلع تغني بالعباية والحجاب بتخرب شكل الحجاب وبتخرب شكل الفن ". الدعم الحكومي للفن
معظم الفنانات في اليمن يشكين من عدم الاهتمام من قبل الدولة بالمواهب وبالفن عموماً وبالفنانات خصوصاًَ حيث تؤكد ذلك الفنانة نشوى وتقول : " تم تكريمي خارج بلدي اليمن ، وهناك لقيت حقي أما في اليمن فلم يعرفني سوى القليل ، رغم اني من التسعينات وأنا فنانة لكن الفضائية اليمنية أو الصحف او الإعلام لم يعرف بي الجمهور إلا بعد ما طلعت نشوى في ليالي الخليج في ليالي دبي في مهرجان صلالة ، بعد ما جبت الشهادات هذه وشافوني في التلفزيون أتوا بأشرطة الفيديو الخاصة باليالي دبي ووضعوها على الفضائية اليمنية هذه فنانة موجودة وجابوني وعملوا لقاءات ، وللأسف في اليمن يريدون الفنان أن يصنع نفسه بنفسه "
وتوافقها الرأي الفنانة (ألاء جمال) وتقول " البلد نفسها ليست مشجعة لهذا الشيء ، أنا لن أتكلم عن وزارة الثقافة أو وزارة الشباب بس لو البلد قامت بعمل مهرجانات مش في المناسبات الوطنية فقط ، وعملت معهد يعلم الموسيقى أكيد حتطلع مواهب " إلا أن الفنانة نشوى أعطت العذر للجهات المعنية بقولها " يمكن لدى المسؤولين ظروف أو أن مشاغلهم كثيرة " .
وتناشد الفنانة نشوى الجهات المسئولة مثل وزارة الثقافة بالاهتمام بالفن اليمني والفنانين وتقول : " أنا أناشدهم من باب الرأفة بالفنان أعطو الفنان حقه لا تدعونا حتى تأتي القنوات الثانية مثل روتانا أو نجوم وغيرها تصنعنا لآزم نصنع نجومنا في داخل البلد " . أما الفنانة الصاعدة صفاء الخولاني تشكو من الدعم المادي وتقول " لا يوجد دعم ، لا مادي ولا معنوي ، لو كان عندنا دعم لأنشأت فرقة موسيقية كبيرة " .
من جانبه قال وزير الثقافة اليمني الدكتور محمد المفلحي ل (عناوين ) : "إن مجتمع الجزيرة العربية مجتمع محافظ ، ولكن صعود الفنانة اليمنية سيأتي في أوانه ، ونحن نطمح لأن يكون المستقبل إيجابي تجاه الفنانة اليمنية ، لكننا لا نستطيع أن نقفز على الواقع الذي نعيشه ونحن نحاول أن نشجع الفنانات في كل المجالات".
وأضاف المفلحي : "الفنانة اليمنية متواجدة منذ بدايات القرن العشرين ومن الطبيعي أن يكون هناك أعداد كبيرة من الفنانات يشاركن في جميع أنواع الفنون الغنائية والشعبية والتشكيلية" مشيرا إلى أن المجتمع اليمني منفتح منذ مئات السنين .
وأجاب حول بروز الفنانة اليمنية بقوله :" الفن مرتبط بالسوق ، والصوت الجميل يفرض نفسه ويبيع أشرطته بكل سهولة ، ومن الصعب أن ترفع من شأن فنان ليس له قبول أمام الجمهور ، وهذه عملية تحكمها اقتصادات السوق" ... مستدركا .."أنا أعرف أن المبتدئات تعانين صعوبات ولكن هذه الصعوبات هي التي تصنع على المدى البعيد فنانة واعدة"
وأكد أن وزارته تخصص مبالغ مالية لدعم من أثبت وجوده ، مشيرا إلى أنه من الصعب أن يحظ الذين هم في بداية الطريق على دعم مالي .