قال متحدث باسم المعارضة الليبية يوم الجمعة 17 يونيو 2011 ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا وأصيب 40 اخرون بعدما قصفت قوات موالية للزعيم معمر القذافي مدينة مصراتة في غرب ليبيا. وقال المتحدث أحمد حسن "قصفت قوات القذافي مدينة مصراتة اليوم من الجهتين الشرقيةوالغربية. قتل عشرة مدنيين على الاقل وأصيب اكثر من 40." ولم يتسن التحقق من التقرير من جهة مستقلة. فى سياق متصل , يتطلع معارضون ليبيون الى التقدم في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية الى الشرق من العاصمة الليبية يوم الجمعة بعد أن رفضوا عرضا من نجل الزعيم معمر القذافي باجراء انتخابات. وقال سيف الاسلام نجل القذافي لصحيفة ايطالية يوم الخميس ان الانتخابات يمكن أن تجرى خلال ثلاثة أشهر وان والده مستعد للتنحي اذا خسرها لكن زعماء المعارضة والولايات المتحدة سارعتا الى رفض العرض. وكان تقدم المعارضة صوب طرابلس بطيئا بينما فشلت هجمات حلف شمال الاطلسي التي بدأت منذ أسابيع والتي شملت قصف مجمع للقذافي وأهداف أخرى في إنهاء حكم الزعيم الليبي المستمر منذ 41 عاما. واندلعت المعارضة المسلحة لحكم القذافي قبل أربعة أشهر في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في حين بدأ تدخل حلف الاطلسي في ليبيا منذ ما يقرب من 13 أسبوعا وهي مدة أطول مما توقعه كثير من مؤيديه. وبدأت التوترات تظهر داخل الحلف. وألمح تييري بوركار المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية الى أن المعارضة الليبية بدأت تستعد للتقدم صوب طرابلس معقل القذافي. وقال للصحفيين يوم الخميس ان المعارضين يحققون "تقدما خاصة في الغرب وفي حزام يصنعونه الان حول منطقة طرابلس." ووصف فريق لرويترز في الدفنية على مشارف مصراتة -معقل المعارضة في غرب البلاد- المعارضين وهم يطلقون نيران المدفعية وقاذفات الصواريخ يوم الجمعة في نطاق حوالي 20 كيلومترا. وقال معارضون انهم يتطلعون الى دبابات وذخيرة في نعيمة بالقرب من زليتن. وتبعد زليتن 160 كيلومترا فقط عن طرابلس وهي البلدة الرئيسية التالية باتجاه العاصمة على الطريق الساحلي على البحر المتوسط بعد مصراتة. ومن شأن سيطرة المعارضة عليها أن يمثل انتصارا كبيرا. وقال المعارضون انهم لن يهاجموا زليتن بسبب الحساسيات القبلية لكنهم يجندون مقاتلين من البلدة وينتظرون أن ينتفض سكانها على القذافي. وتقاتل قوات المعارضة قوات القذافي على جبهتين أخريين احداهما في شرق البلاد حول مدينة البريقة النفطية والاخرى في منطقة الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس. وحقق المعارضون مكاسب بطيئة لكنها مهمة في الأسابيع القليلة الماضية في الجبل وقرب مصراتة مما جعل خط الجبهة أقرب الى طرابلس من جهة الشرق والجنوب الغربي. وقال المعارضون ان هجوما على موقعهم قرب بلدة اجدابيا في ساعة متأخرة يوم الخميس أصاب ما لا يقل عن 16 مقاتلا بجراح فيما قد يكون حادث نيران صديقة سببه غارة جوية لحلف شمال الاطلسي. وقال متحدث باسم حلف الاطلسي ان الحلف ليس لديه معلومات عن الحادث. واستأنفت طائرات الحلف قصف طرابلس في ساعة متأخرة يوم الخميس وسمع دوي أربعة انفجارات الى الجنوب من المدينة. وقال مبعوث روسي زار طرابلس ان القيادة الليبية أبلغته أن رحيل القذافي "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه. وألقى رئيس الوزراء البغدادي علي المحمودي بالشك فيما يبدو على التنازل المحتمل الذي عرضه سيف الاسلام قائلا للصحفيين ان الزعيم الليبي ليس معنيا بأي استفتاءات. وكان القذافي قد وصف المعارضين بأنهم "جرذان" وهو يقول ان حملة حلف الاطلسي عمل من اعمال العدوان الاستعماري الذي يستهدف سرقة النفط الليبي. ورفضت قيادة المعارضة في بنغازي معقل المعارضين في شرق البلاد عرض سيف الاسلام بوصفه مضيعة للوقت. وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي لتلفزيون الجزيرة "أقول لسيف الاسلام.. ان الوقت قد تأخر لان الثوار على مشارف طرابلس للانضمام الى ثوارها لاقتلاع رمز الفساد قريبا باذن الله." كذلك رفض مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية فكرة الانتخابات قائلا "ان الوقت تأخر بعض الشيء على ذلك." ويأتي اقتراح اجراء انتخابات في وقت يتزايد فيه الاحباط لدى بعض دول حلف شمال الاطلسي ازاء بطء التقدم العسكري كما يأتي عقب سلسلة من الخطوات صورها مؤيدو القذافي على أنها تنازلات ورفضتها القوى الغربية معتبرة إياها حيلا خداعية. وقال مسؤولون في الحلف انهم قد لا يجدون الموارد لمواصلة الحملة بينما أثار جمهوريون في الكونجرس الامريكي تساؤلات حول الاسس القانونية لاستمرار المشاركة الامريكية في الحملة الليبية وهددوا بقطع التمويل عنها. وقال مراقبون للاوضاع في ليبيا ان القذافي يحاول استغلال الانقسامات في صفوف خصومه. وزاد من الضغط على حلف الاطلسي اصدار روسيا والصين بيانا مشتركا اكد قلقهما بشأن الضربات الجوية.