يبدأ رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ زيارة للعاصمة الافغانية كابول يوم الخميس، 12 مايو 2011، ويأمل من خلالها تهدئة مخاوف بلاده من أن يسرع مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة من انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان. وعلى الرغم من تصريح الولاياتالمتحدة بأن قتل بن لادن لن يؤثر على مهمتها في أفغانستان فان الهند تشعر بالقلق من امكانية أن يؤدي هذا الى انسحاب سريع للقوات الامريكية مما يترك الهند مكشوفة في مواجهة منطقة تتمتع فيها غريمتها باكستان بنفوذ كبير وان تجد في فنائها الخلفي حركة متشددة مطلقة اليدين. وزيارة سينغ هي الاولى لافغانستان منذ 2005 وتأتي بعد أكثر من أسبوع من مقتل بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة في باكستان. وعلى مدى عقود تتنافس الهند وباكستان المسلحتان نوويا واللتان خاضتا ثلاث حروب منذ عام 1947 على تعزيز نفوذهما في دولة أفغانستان المجاورة وهو ما اكتسب أهمية أكبر بعد الاعلان عن انسحاب تدريجي للقوات الامريكية. ووصل العنف في أفغانستان الى أسوأ مستوياته منذ الاطاحة بحكومة حركة طالبان في أواخر عام 2001 على الرغم من وجود 150 ألف جندي أجنبي بينهم مئة ألف جندي أمريكي حيث وصلت الخسائر بين كل الاطراف الى مستويات قياسية. وقال سينغ في بيان أصدرته وزارة الخارجية الهندية يوم الأربعاء "يجب ان تنجح أفغانستان في اعادة بناء نفسها كي تزدهر منطقتنا وتمضي الى الامام. "سوف نتبادل وجهات النظر بشأن التطورات في المنطقة وكفاحنا المشترك ضد الارهاب. يحتاج سعي الشعب الافغاني للسلام والاستقرار والمصالحة الى دعم كامل من كل بلدان المنطقة والمجتمع الدولي." وقال مسؤول كبير في الحكومة الهندية ان الهند مهتمة بالاستماع الى رأي الرئيس الافغاني حامد كرزاي بشأن مقتل بن لادن. وأضاف المسؤول للصحفيين "من الواضح أن الوضع بعد مقتل بن لادن يهمنا جميعا ونود أن نستمع الى ما يود السيد كرزاي قوله." وأضاف "بالنسبة للجماعات التابعة لطالبان التي تجد ملاذا في باكستان فانني لا أعتقد أنها انتهت (بمقتل بن لادن). يبدو أن هذه الجماعات مازالت قوية وشرسة. لم يتبدد الخطر." واتسم رد فعل طالبان على مقتل بن لادن بالبطء وعزا بعض المحللين هذا الى أن الجماعة المتشددة تريد أن تنأى بنفسها عن تنظيم القاعدة. ونبذ القاعدة من الشروط الرئيسية التي وضعتها كابول وواشنطن لاي تسوية سياسية يتم التوصل اليها مع مقاتلي طالبان. ورفضت طالبان التي كانت توفر ملجأ لبن لادن في أفغانستان في الماضي الدخول في أي محادثات سلام مع الحكومة الافغانية قبل رحيل كل القوات الاجنبية من البلاد. والهند أكبر مانح للمساعدات لافغانستان في المنطقة وسادس أكبر مانح لها على مستوى العالم. وتعهدت بمشروعات بقيمة 1.3 مليار دولار من بناء مقر للبرلمان الى انشاء طريق سريع الى ايران في اطار ما يروق لمسؤولين في نيودلهي تسميته "القوة الناعمة". وتستخف باكستان بتلك المحاولات لكسب النفوذ فيما تعتبره فناءها الخلفي لكن تشعر اسلام اباد بالقلق ازاء سلسلة من الحكومات المتعاقبة في كابول ترى أن علاقتها تتسم بدفء أكثر من اللازم مع نيودلهي. وتعرضت السفارة الهندية في كابول الى تفجيرين عامي 2008 و2009 مما أسفر عن مقتل 75 شخصا واصابة المئات. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن التفجيرين لكن الهند ألقت باللوم في الهجوم على وكالة المخابرات العسكرية الباكستانية وقالت إن الهدف هو تقويض نفوذ نيودلهي.