فازت السعودية فايزة عباس نتو، بلقب المرأة الملهمة، في مسابقة (ألهمي غيرك)، من خلال مشروعها الذي عملت عليه لسنوات، وهو نادي الصم الذي أنشأته لنشر لغة الاشارة، بهدف دمج الصم في سوق العمل. وأسفرت نتائج المسابقة التي أعلنت، أخيرا، خلال حفل أقيم في فندق ويستن في دبي، حصد المشتركة السعودية للمركز الأول، فيما أتت كويتية في المركز الثاني، وحلت المشتركة التي مثلت الإمارات في المركز الثالث. ونقلت صحيفة (الأمارات اليوم) عن العضوة في لجنة التحكيم الإعلامية مها السراج قولها : إن الأعمال التي شاركت في المسابقة، لاسيما من السعودية، تميزت بالكثير من العطاء والتفاني، مشيرة إلى أن الاجتماع بالمشاركات كان ضروريا وهو الذي حدد الفائزة بالنسبة إليها، «لأن الانسان عندما يتحدث عن عمله، يقدم تفاصيل كثيرة». ولفتت إلى ان القصة الفائزة، اختيرت لكون صاحبتها دخلت عالم الصم، و«رغم أن دخولها كان مصادفة، إلا أنها فعلا تبنت القضية وتحملت المسؤولية أمام الناس، وضحت بحياتها الشخصية، فكانت تترك زوجها وأولادها وتسافر وتكون في المؤتمرات لأجل خدمة القضية التي آمنت بها». واعتبرت مها أن المرأة السعودية لها خصوصية «فوجودها وسط مجتمع نسائي طوال الوقت، خلق لديها التصاقا اجتماعيا أكثر، كونها تعاني الضغوط، فتكون درجة إحساسها بغيرها أكثر»، مشيرة إلى أن أكثر ما يميز هذه الحملة التي تقام في دبي للسنة الثانية على التوالي، مع قبول اشتراكات من الدول العربية، هي أن الحياة المادية أخذتنا، وبالتالي هناك الكثير من الناس الذين يعيشون في وسطنا ويحتاجون للكثير ولا نعرفهم، وبالتالي هذه الحملة تشجع على الاهتمام بالقضايا، وتسهم في تقديم نجوم انسانية. وتوقعت ان تكون القصص في السنوات المقبلة أقوى من القصص التي كانت موجودة هذا العام». وقالت السعودية فايزة عباس نتو، التي حازت المركز الأول في المسابقة من خلال مشروع «نادي الصم في جدة»، إن «النادي أسس منذ سنوات لتقديم المساعدة للصم، لتدريبهم جيدا على دخول سوق العمل، وكذلك تدريب الناس على طرق التعاطي معهم»، مشيرة إلى أنه منذ اسبوعين قد حصل النادي على رخصة القيام بالبطولات الخاصة بكرة السلة، وغيرها من الألعاب، معتبرة الموافقة على إنشاء ملاعب في النادي إنجازاً مهماً. وأفادت بأن عدد المنتسبات الى النادي كبير، فهناك أكثر من 250 فتاة سعودية، وعدد مماثل من الفتيات غير السعوديات، وقد تمكن فعلا من الحصول على فرص جدية لدخول سوق العمل، وبناء حياتهن، لافتة إلى ان التدريب على لغة الإشارة يكون مع الشركات، إذ يتم تدريب الناس على كيفية التعاطي بلغة الصم. وذكرت فايزة ان «النادي أسهم في زيادة عدد الموظفين في القطاعين العام والخاص، وأعتقد أن الموظف الاصم يعادل أربعة موظفين، وبالتالي هذا يجعل الشركات تطلبهم أكثر، وتوجد مؤسسات في المجتمع العربي تؤمن بضرورة الإسهام في العمل الاجتماعي وهذا جميل»، معتبرة مشاركتها مهمة في مسابقة «ألهمي غيرك»، إذ إن الكثيرين يعرفون انها من أسست نادي الصم، ولكن لا يعرفون السبب وراء ذلك، والمسابقة ستعمل على نشر الفكرة. وحول تبنيها هذه القضية، لفتت الى ان ابنتها أحبت هذه الفئة، لذا سعت الى تأسيس النادي بعد أن رأت تلك الفئة وتعاطت مع أفرادها، والتمست حاجتهم إلى وجود نادٍ للصم يدعمهم لدخول سوق العمل، مشيرة إلى أن الدورات التي نظمها النادي شملت كل المرافق العامة، ما أدى الى زيادة نشر الوعي حول حقوق تلك الفئة لدى كثير من الناس.