لايملك ملكة القراءة"،"أتذمر عندما أرى أقرانه ينهمكون في المكتبات"، "يفضل اللعب والأكل على الكتب والمجلات والقصص"، ماذا افعل؟". بهذه العبارات اليائسة تنقل أم عبدالله، الصعوبات التي تواجهها أثناء إقناع طفلها الذي لا يتجاوز عمره 6 أعوام، بقراءة القصص والاستماع إلى الحكايات لإثارة ملكة القراءة والاستماع، والتعلق بهما، إلا أنها لا تجد إلا النفور والصراخ والرفض القاطع، فهو يشعر بالملل، ولا ينغمس بملذة المدون قي صفحات القصص، بحسب والدته. وأضافت"مشكلة، أواجهها ولا أجد إليها حلا، فهو يفضل اللعب بالألعاب الالكترونية أو الذهاب إلى مدن الألعاب وغيرها من الأماكن ذات الطابع الترفيهي إلا المكتبات على الرغم من حداثة سنه"، قائلة" ومحاولتي لتعويده على حب القراءة والتردد إلى المكتبات، والمشكلة لا تكمن بابني فقط؛ العديد من الأمهات يواجهنها أيضا". وتصف رئيسة الجمعية السعودية للقراءة، الدكتورة ازدهار الحريري علاقة الطفل، العلاقة بين الطفل والمكتبة"ملغاة تماما" وبمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي صادف الشهر الماضي ، ترجع الأسباب إلى "غياب المكتبات العامة، وعدم تخصيص أقسام للأطفال، فيمكننا التطرق إلى علاقة الطفل بالكتاب التي تعتبر علاقة ضعيفة جدا، لعدم الحرص على القراءة من قبل الأهالي".
مشيرة إلى أن الأهالي لا يقومون بتغذية عقل الطفل بتلك الملكات التي قد تكون يوما ما سببا لإسعاده لان العلم والثقافة لا ينجمان إلا عبر زيادة حصيلة القراءة،"وأردفت الحريري "مؤشرات عديدة توحي بانخفاض معدل القراءة بين الأطفال السعوديين وهذا الأمر يتطلب حملات توعوية بأهمية الكتاب".
وأوضحت أن أسباب عزوف الأطفال عن القراءة كثيرة منها " طرق التدريس بالمدارس تجعل الطلبة ينفرون من القراءة بسبب الإجبار وإتباع أساليب تعليمية تقليدية، فتصبح القراءة ثقل يحاول الطالب التخلص منه فور انتهاء المهمات في قاعة الصف ومجرد انتهاء الفصل الدراسي" على حد قولها. وأضافت الحريري" لعدم الربط بين القراءة والمتعة، تتفاقم المشكلة تدريجيا، "فالمتعة أثناء التعلم، وقراءة القصص بأساليب تثير عنصر التشويق لكي ينغمس الطالب ويدخل عالم القراءة ويتعلق به، احد المحفزات الرئيسية لتغذية العقول بالشيء السليم".
و بحسب الحريري فإن غياب المكتبات لا مبرر له، حيث أصبحت المكتبات الأخرى ذات الطابع التجاري تستغل غياب المكتبات العامة وتقدم عروض لمرتاديها، كالسماح إليهم بالتصفح في أماكن مخصصة، والترويج للعديد من الكتب وغيرها من الأساليب الشرائية، فهنا الأمر يتعلق بالأهل وكيفية توجههم لتنمية ميول الطفل وتنشئته على حب القراءة". الطفل إبراهيم عطا الله(11 عاما) يرفض أن تتشبث يداه في كتاب، يتناسب مع عمره، ويعتقد أن القراءة "تجلب الملل، قائلا" لا أتمكن من فهم ما اقرءاه أحيانا، ووالدي لم يزرعان ذلك في داخلي، علما أن العديد من أصدقائي يحبون القراءة لدرجة النهم والشراهة".
وأضاف" عندما أحاورهم لمعرفة الأسباب التي زرعت فيهم حب القراءة، يقولون أن أهليهم هم السبب فأما أن يكون والده أو والدته ذلك، وربما غرسوا حب القراءة فيه، لكي يكون مثقفا وقارئا متفهما".
ويشير على يشعر بالغيظ، والحزن ولا يملك وسيلة إلا ولجأ إليها لكي يصبح رفيقا مع الكتاب إلا انه "آمل بسرعة واشعر بالضيق، ومع ذلك سأحاول لأني لازلت صغيرا، وقد تفلح محاولاتي" على حد تعبيره .