أكد عدد من الأمهات على أهمية القراءة ودورها في تنمية المعرفة لدى الأطفال من خلال الكتاب المناسب والنافع، مشيرات إلى أن التلفزيون والانترنت قد حلا محل الكتب والقصص المصورة، وهو ما يهدد تنمية حواسهم نحو حب القراءة من خلال اندماجهم مع الرسوم المتحركة والخيالات المرئية الجاهزة التي تغيّب أذهانهم ولا تنمي الخيال لديهم الذي كانت تصنعه القراءة. وفي لقاء «المدينة» مع الأمهات اللاتي اشتكين عدم إقبال أطفالهن على الكتب والقراءة، تقول أم لجين ان القراءة ضرورية في توسيع المدارك ليتعلم الطفل عن طريق المحاكاة، فهي الطريقة الأجدر لبناء المعرفة واكتساب المهارات، كما أرى أن القراءة هي عادة مكتسبة، حيث أن الطفل يرى أبويه ويحاول تقليد سلوكياتهما التي قد تكون القراءة احدها، لذا من الضروري أن تكون في كل بيت مكتبة تحوي عددا من الكتب الشيقة والمجلات المصورة حتى تشد وتشجع الأبناء على القراءة، فلو رغبوا بالقراءة وجدوا الكتب التي تشجعهم متوفرة. ومن جهة أخرى ترى أم عبدالله أن القراءة بحد ذاتها مهمة لتنمية مدارك الطفل بغض النظر عن مصدر المعلومات، فلو توفرت المعلومات النافعة سواء في الانترنت أو التلفزيون سيكونان بديلا نافعا عن الكتاب. أما أم خالد العايش فتشير إلى أن الأطفال يمتنعون عن القراءة بسبب موجة قنوات الأطفال التي تعرض لهم الرسوم المتحركة ليلا ونهارا، وهنا يجب أن تحدد الأم مدة معينة لبقاء الطفل أمام التلفزيون وتحاول أن تجذبه على المجلات التي تحكي قصص محببة الأطفال والتي تستعين بالصور الكثيرة والملونة لتشد انتباه الطفل وترغبه في قراءة القصة. وبدورها تشير لينة محمود نصيف، ماجستير إدارة الطفولة المبكرة والمشرفة العامة لمدارس الابتكار الأهلية بجدة إلى أن القراءة لكي تكون عادة فلابد من بعض الأفكار والوسائل لتحفيز الأبناء وغرس حب القراءة في نفوسهم.. فعلى الأم أن تأخذ معها بعض الكتب والمجلات عند ذهابها إلى المطعم أو في نزهة قد يمل الأطفال وهم ينتظرون الطعام وقد يقوم بعضهم بأشياء سيئة مثل رش الملح أو الماء أو تحريك الكراسي، وبالتالي يكون الكتاب أو المجلة خير وسيلة لإشغالهم، كما أن بعض الأطفال أقوياء الملاحظة ويهتمون بالمظهر، لذلك يستحسن ان تكون الكتب نظيفة وأنيقة لا كما نلاحظ في بعض المكتبات، وأيضا التقليل من مشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو حتى يكون هناك وقت للقراءة.. وأيضا جعل أوقات مناسبة خاصة لشراء الكتب.. مثلاً قبل السفر لقضاء الإجازة السنوية يجب زيارة المكتبة مع الأطفال لشراء بعض الكتب لقراءتها في فترة الإجازة، جعلهم يفكرون بالقراءة في الأعياد والإجازات. وتضيف نصيف: الطفل يحتاج إلى دعم أبويه في عدة نقاط منها.. أن يخصصوا له وقتا للقراء وأن يشتروا ويستعيروا الكتب والمواد المقروءة الأخرى كما لابد أن يتعاون الوالدان مع مدرس طفلهم في المدرسة، وأيضا يكونوا مثالا يحتذي به الطفل سواء من ناحية القراءة أو الاهتمام بالكتب. وبدون الوالدين يكون من غير المحتمل أن ينمي الطفل اتجاهات ايجابية نحو القراءة واعتبارها احد أساليب المتعة لديه، وبدون الوالدين أيضا قد يتأثر الطفل ببعض العادات السلبية التي تؤثر عليه وقد يفقد الاهتمام بالقراءة في سن الثالثة عشر، وبدون الوالدين من المحتمل ألا يصبح الطفل شغوفا بالقراءة مدى الحياة. وتشير نصيف إلى أن التلفزيون والانترنت ليسا بديل نافعا للمعرفة، وإنما يمكننا استخدامهم كمصادر للمعرفة مع تحديد توقيت وزمن استخدامهم، فالتوازن والاعتدال في استخدامهما مطلوب وخاصة مع التلفاز، لما له أضرار على الطفل من الناحية الاجتماعية والنفسية والحركية والإدراكية.. لذا يجب تواجد الكبار مع الأطفال أثناء مشاهدة التلفاز، كما يجب أن يستغل الوالدان التلفاز لفتح قنوات من النقاش والاتصال بين أفراد الأسرة.. وأخيرا على الوالدين اختيار وتحديد الأوقات والبرامج المناسبة لأطفالهم ومشاهدتها معهم.