لم تجف المياه الجوفية في حي السامر شرق جدة، التي تضرر منها الأهالي، حتى خرج سكان حي السنابل جنوبجدة يشكون معاناة مماثلة، بعدما طفحت المياه للشوارع، وباتت تهدد بتدمير مبانيهم وتآكلها، ما لم تتدخل الجهات المختصة لشفط المياه ومعالجتها. وفيما تسارعت خطى التعمير في الحي، ارتفعت وتيرة الخوف على ضياع الأموال وإهدارها في موقع مغمور بالمياه الجوفية التي تؤثر على الأساسات، وتنذر بتوالد الحشرات بما يهدد صحة البيئة. وفيما باتت البحيرات واضحة للعيان في الحي، خلال جولة عكاظ للحي، أكد الأهالي أنهم يباشرون دائما أعمال الردم بالرمال، علها تصلح ما أفسدته المياه الجوفية وأوضح سعيد المغيري احد سكان حي السنابل أنه اشترى أرضا في المخطط عام 1424ه: "وقتها كانت الأرض يابسة تماما، وتواصل ذلك إلى ما بعد كارثة السيول في جدة عام 1430 ه، حتى طفحت مشكلة المياه الجوفية، مكونة بحيرات صغيرة، حيث بدأ هذا الأمر في حي الأجاويد رقم 1 ثم انتقل إلى حي الأجاويد 3 ووصل إلى حي السنابل، ودمرت المياه الجوفية الشوارع خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي دعانا لرفع المناشدات للجهات المختصة علها تنقذنا، بعدما كانت عمليات الدفن حلولا مؤقتة لم تجد نفعا. وأشار محمد عبد الرحمن يماني أحد الذين يباشرون أعمال البناء حاليا في الحي، أن معاناته تزداد يوما بعد يوم: "فكلما بدأنا بالحفر لعمق متر واحد فقط للأساسات إلا ووجدنا المياه الجوفية عائقا لنا، ولا نعلم كيفية التصرف في هذا الأمر، والسؤال القائم أين الخبراء من هذه المشاكل؟ للسيطرة عليها، والبحث عن حلول جذرية". وبين حسن فرج أن رغبة الأهالي في السكن في الحي باتت تتقلص في ظل المخاوف من انهيارات المنازل بسبب تلك المياه، وانتشر البعوض، مما ينذر بمخاوف عودة الضنك. من جانبه أكد مدير العلاقات العامة في شركة المياه الوطنية خالد بادغيش أن مخطط السنابل ضمن 18 موقعاً في جدة يعاني مشكلة المياه الجوفية التي ليس لها علاقة بالسيل الأخير: "وإنما هي مياه جوفية في باطن الأرض قد تكونت منذ مئات السنين، و قد تم تحديد ميزانيات المشاريع لمعالجة ال 18 موقعا، ونحن الآن بصدد التنفيذ لهذه المشروعات".