أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه يوم الأحد، 13 مارس / آذار 2011، على متظاهرين يحتجون على الأسرة المالكة في البحرين في واحدة من أعنف المواجهات منذ أن قتل الجنود سبعة محتجين الشهر الماضي. وقدّم ولي عهد البحرين للمعارضة - وأغلبها من الشيعة - ضمانات بأن يتناول الحوار الوطني مطالبها بعد ساعات من قيام المحتجين وأكثرهم من الشباب بوضع حواجز على الطريق السريع المؤدي إلى مرفأ البحرين المالي. وقال علي وهو محتج في المرفأ المالي الذي أصبح رمزا لما يصفه المحتجون بالتجاوزات الملكية "الاستثمار في البحرين للجميع لا لشخص واحد .. لذلك لدينا مشكلات. المسألة ليست السنة والشيعة". وكشف محتج عن علامة حمراء مستديرة على صدره قال إنها بسبب قنبلة غاز مسيّل للدموع أطلقت عليه مباشرة. وعرض آخرون على مراسل لرويترز طلقات مطاطية قالوا إن الشرطة استخدمتها. وشهدت البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينيات بعد أن خرج محتجون الى الشوارع الشهر الماضي مستلهمين الانتفاضتين اللتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس. وعلى مدى أسابيع نظمت الأغلبية الشيعية تجمعات حاشدة، اذ تقول إن أسرة آل خليفة السنية الحاكمة تمارس تمييزا ضد أفرادها. وحث البيت الأبيض البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي على ضبط النفس والدخول في حوار. ووعد ولي العهد الشيخ سلمان آل خليفة بأن تتناول المحادثات تعزيز سلطة البرلمان وبأن يطرح أي اتفاق في استفتاء عام. وأضاف في بيان أن المحادثات ستنظر أيضا في إصلاح الدوائر الانتخابية وتكوين الحكومة، إضافة إلى محاربة الفساد والتمييز الطائفي. وستتصدى المحادثات أيضا لاتهامات من جانب الأغلبية الشيعية بأن الدولة تقوم بتجنيس أجانب من السنة لتغيير التوازن الطائفي. وقال البيان إن هناك عملا نشطا يتم لإقامة اتصالات تهدف للتعرف على آراء مختلف الأطراف فيما يظهر التزام الحكومة بحوار وطني شامل وجامع. وبعد لحظات قال متحدث في دوار اللؤلؤة الذي يمثل مركزا للاحتجاجات "لا للحوار.. لا للحوار" على وقع هتافات من الحشد. وقال إبراهم مطر وهو متحدث باسم جمعية الوفاق الوطني، أكبر جماعة شيعية، إن هذه ليست خطوة إلى الأمام، مضيفا أنهم يريدون أن يعرفوا ما هي آلية الحوار ومَن الذي سيشارك فيه.
وعرض حكام البحرين الحوار الشهر الماضي. وطلبت جمعية الوفاق من الحكومة تقديم بوادر حسن النية مثل إقالة الحكومة التي يهيمن على المناصب الرئيسة فيها أعضاء من الأسرة المالكة.
وقال مطر لرويترز في وقت سابق إن متظاهرين نقلا إلى المستشفى مصابين بجروح خطيرة في رأسيهما وأصيب العشرات بالاختناق بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع يوم الأحد. وقالت وزارة الداخلية إن قوات الأمن تحركت لإزالة خيام الاحتجاج من المرفأ المالي بعد أن تعرض شرطي للطعن ونقل آخر إلى المستشفى مصابا بجروح في رأسه. وكان المحتجون قد قطعوا الطريق الرئيس لمنع الموظفين من الوصول إلى مكاتبهم. وقال مصرفي غربي، رفض ذكر اسمه، إن المحتجين منعوه من دخول المرفأ، مضيفا "لم يسمحوا لي بالدخول وكانوا عدوانيين للغاية. لم يعد هذا الأمر سلميا. آن الأوان لان تمنع الشرطة هذا". ولم تقع مواجهات كبيرة تذكر بين الشرطة والمحتجين منذ الشهر الماضي، لكن اشتباكات وقعت بين معارضين للحكومة أغلبهم من الشيعة وبين مؤيديها السنة. وفي منطقة الحد قرب مطار البحرين الدولي رأى شاهد من رويترز مجموعة من السكان السنة تفحص هويات من يدخلون المنطقة. وعند بعض المداخل ارتدى أعضاء اللجان الشعبية سترات برتقالية ليتعرفوا على بعضهم بعضا.
وفي حادث آخر قال شهود عيان إن الشرطة أطلقت يوم الأحد الغاز المسيل للدموع لتفصل بين مجموعة من المحتجين الشيعة ومجموعة من السنة في جامعة البحرين. وقال شهود إن بضعة أشخاص أصيبوا في الاشتباكات.
وقالت غرفة التجارة والصناعة في بيان إن هذا الموقف الحساس الذي تمر به المملكة لا يحتمل مزيدا من التوتر والتصعيد، مضيفة أن الخاسر الأكبر من هذا هو الاقتصاد الوطني الذي تكبّد خسائر كبيرة في الفترة الأخيرة.