لو كان الزعيم القذافى يعلم مدى شهرة كلمته "زنقة زنقة" فى العالم الآن، لطالب بحق الملكية الفكرية وتعويض عن حقوق الاستخدام ، وبدأت الكلمة التى سيق بها الاغانى، والتعليقات، والقفشات، حتى وصلت إلى كوريا وشبابها الذين علقوا عليها فى الفيس بوك وبالطبع باللغة الكورية. لقد أبدعت العبقرية الثورية لشباب الفيسبوك من خطاب القذافى المعروف "زنقة زنقة" وألفت عليه أغان كوميدية تضحك الصغير والكبير. وسيذكر التاريخ العربي أغنية "زنقة زنقة" لشعبان فى مصر، ونايف الملا بالسعودية، وفراس الحوكي بالشام، وأحمد بوخريص بتونس، و الطريفي بالسودان وغيرهم من الشباب العربى، والأصل كان للشاب معمر القذافي. وعبقريته الفطرية فى إلهام الملايين من العالم، واستطاع الشباب العربي أولا والدولى عاماً بمواجهة الطاغية ودمويته وتحويلها إلى فرجة واستهزاء بجنونه وخَرَفِه. وها هو الجيل السياسي الجديد، جيل الفيسبوك، يبدع شعاراته بلغته الخاصة، شعارات اختفى منها اليسار واليمين والدين وسطعت فيها أفكار العدل والحرية والمحاسبة والكرامة والتداول. شعارات فيها النكتة المصرية، والذكاء التونسي، والدهاء الليبي، والعراقة اليمنية، والنكهة الشامية، وحتى البطء السوداني، وفيها فوق كل ذلك الحلم العربي الباحث عن التغيير من المحيط إلى الخليج.