بالإضافة إلى الموكا والإسبريسو، يقدم مقهى في مدينة الرياض لرواده بين فينة وأخرى دروسا في اللغة الإنجليزية والتصوير الفوتوغرافي. ويقول سالم باربود صاحب المقهى: "اقترح عليّ أحد الأصدقاء البريطانيين ممن يعملون في تدريس اللغة الإنجليزية، تقديم دروس أسبوعية في اللغة الإنجليزية في المقهى، وفعلاً أطلقنا (إنجليش كافيه)، وبصراحة كانت فكرة رائعة شهدت إقبالاً في البداية، إلا أنها توقفت بسبب عدم انتظام البعض في الحضور، ولأني من هواة التصوير الفوتوغرافي نعقد في المقهى أحياناً دورات قصيرة في فنون التصوير". في السابعة من صباح كل يوم يتجه سالم باربود إلى مقهى (القبعة السوداء) على الدائري الشمالي بمدينة الرياض، ليفتح المقهى بنفسه ويسهم في إعداد الكابتشينو والقهوة التركية ويقدمها لرواد المقهى الذي افتتحه بعد أن استقال من الوظيفة الحكومية. ويعترف باربود ل (عناوين) بأن الاستقالة من الوظيفة التي كان يشغلها قبل سنوات في الهيئة العامة للسياحة والآثار، "مغامرة" أضافت له الكثير "أحمد الله وأشكره على هذه الخطوة، ولا أنكر الدور الكبير للوظيفة في حياتي العملية، ولكن العمل الخاص يكسبك الثقة بالنفس ومهارة التعامل مع جميع فئات المجتمع". يحمل باربود دبلوما في هندسة الإلكترونيات، لكنه لم يعمل في مجاله، بل اختار العمل في تقنية المعلومات "أثناء دراستي الدبلوم تولدت لدي هواية التصوير الفوتوغرافي، ثم أكملت دراستي في المملكة المتحدة، وهناك أيضاً بدأت تصميم المواقع الإلكترونية وموقعي الشخصي الكاميرا نت". نمت هواية التصوير الفوتوغرافي لدى باربود خلال الدراسة في جدة "للبحر وغروب الشمس دور كبير في عشقي للكاميرا، كما أن وجود بيت الفوتوغرافيين في تلك الفترة ساعدني على تنمية هوايتي في التصوير". ويرى باربود أن التصوير الفوتوغرافي عالم من الإبداع يعكس الأحاسيس "وتحضير القهوة هو الآخر إبداع يتمثل في طرق تحميص البن وخلط المقادير بعناية؛ فليس كل حبوب القهوة بنفس المستوى، بل تختلف من بلد لآخر، وليس كل من يعمل في المقاهي يتقن صنع القهوة، ولا أنكر دور التقنية في تنمية مهارتي في إعداد القهوة، فهناك مواقع فيديو كثيرة تقدم دروسا في تحضير القهوة". ويقول سالم: "بصراحة عالم القهوة عالم ممتع، وأعتبر نفسي خضت تجربة رائعة في حياتي العملية، وخاصة أنني أمارس العمل بيدي في المقهى فأحضر المشروبات وأقدمها بنفسي للزبائن". يحب باربود القهوة السوداء التي يستوردها للمقهى، أما أصعب أنواعها تحضيراً بالنسبة له فهي الميكاتو التي تتطلب مهارة خاصة في مزج طبقتي الحليب والقهوة. ويطمح باربود إلى افتتاح مقهى آخر ولكن في محافظة الطائف مسقط رأسه، داعياً الشباب إلى أن لا يتوقف طموحهم عند الوظيفة "هناك شباب مبدعون ولكن لم يستطيعوا الخروج من عباءة الوظيفة والروتين اليومي، من لديه شيء فليقاتل من أجله ولا يجعل اليأس عقبة في طريقه، والله الموفق ولكل مجتهد نصيب".