تحرك معارضون في شرق ليبيا في قافلة شاحنات صغيرة نصبت عليها مدافع مضادة للطائرات وهم يرفعون علامة النصر يوم السبت، 5 مارس / آذار 2011، ويقتربون من معقل لمعمر القذافي في الوقت الذي حلقت فيه طائرات حربية فوقهم. وفي بلدة بن جواد الصغيرة حيث كانت تحتشد قوات المعارضة على بعد نحو 160 كيلو مترا من سرت قامت القوات بإطلاق النار على طائرات حربية وطائرات هليكوبتر تابعت تقدم القافلة الى البلدة الساحلية وانقضت عليها. وكانت معظم الطائرات تراقبهم لكن شهودا قالوا إن طائرة هليكوبتر وجهت لقوات المعارضة ضربة بالقرب من بن جواد. وقال المعارضون إنهم أسقطوا طائرة حربية قرب بلدة رأس لانوف التي أصبحت الآن خلف خط جبهة قوات المعارضة بمسافة كبيرة بعد أن طردت قوات القذافي يوم الجمعة. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل. وقال بعض المعارضين وقد لاقوا تشجيعا من نجاح يوم الجمعة إن هجوم سرت بات وشيكا. لكن آخرين يشعرون بالقلق من قصور إمكانات قوات المعارضة التي تتألف من جنود فروا من صفوف القذافي ومتطوعين يمتلكون حماسا أكثر من الخبرة. وقال المقاتل في صفوف المعارضة محمد سليم ل (رويترز): "سنهاجم سرت الآن" بينما قال مقاتل آخر هو محمد فتحي "ليس لدينا تنظيم أو خطة عسكرية. إننا نذهب حيثما تكون هناك حاجة لنا".. وكان الاثنان في طريقهما إلى بن جواد. وصدّ المعارضون الذين يسيطرون على معظم شرق ليبيا هجوما يوم الأربعاء على بلدة البريقة النفطية. ثم طردوا قوات القذافي من رأس لانوف في معركة بالأسلحة تم فيها تمشيط مواقع قوات المعارضة من الجو ومهاجمتها من الأرض. لكن الهجوم على سرت قد يثبت أنه مهمة أصعب. فهي تتلقى إعانات ضخمة من القذافي الذي كان يحب استضافة المؤتمرات الدولية العربية والأخرى في هذه المدينة الساحلية منذ فترة طويلة مما قد يضمن له قدرا أكبر من الولاء. وسقط عديد من البلدات دون معركة. وينظر محللون إلى سرت على أنها موطن القوات العسكرية التي تؤيد بقوة حكم القذافي. ويرفض القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 41 عاما فكرة قيام احتجاجات ضده ويلقى باللوم على اضطرابات عصابات مسلحة وتنظيم القاعدة وشباب يتعاطي القهوة سريعة التحضير الممزوجة بحبوب الهلوسة. وحذر بعض كبار المسؤولين في المعارضة من شن هجوم متسرع على سرت قائلين إن قواتهم تحتاج الى مزيد من الوقت للتنسيق وإعادة تجميع صفوفهم، لكنهم قالوا إنهم يواجهون تحديا من خلال كبح جماح مجندين متحمسين. ويبدو أن قوات القذافي تقوم بتعزيز دفاعاتها في المنطقة المؤدية الى سرت. وقال مدني يؤيد قوات المعارضة ذكر أنه جاء من الغرب بالسيارة ل (رويترز) إن الطريق يعج بالدبابات. ويوم السبت شوهدت قوات المعارضة وبحوزتها بنادق نصف آلية ومدفعية ثقيلة ضد الدبابات أو الطائرات ومدافع من عيار 50 مليمترا ومدافع مضادة للطائرات ومنصات إطلاق قذائف صاروخية. وفي الوقت نفسه تتفوق قوات القذافي في الجو ولديها أسلحة ثقيلة مثل الدبابات التي قال شهود عيان إنها استخدمت في هجوم ضد بلدة الزاوية الغربية قرب طرابلس.