شنت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي هجمات مضادة ضد بلدات واقعة تحت سيطرة المحتجين مما يزيد المخاوف من أن ليبيا تتجه صوب حرب أهلية على عكس الثورتين الشعبيتين اللتين شهدتهما تونس ومصر. وقدرة قوات القذافي على استعادة نشاطها في وجه المعارضة المسلحة التي بدأت بمنتصف فبراير - شباط وقدرتها على شن هجمات مضادة أثارت احتمال أن تكون ليبيا المصدرة للنفط تتجه صوب صراع طويل، ولكن بعد ما وصفه سكان بالقتال الشرس الأحد بنيران المدفعية والصواريخ وقذائف المورتر أعلن المعارضون المسلحون صدهم قوات القذافي في بلدتي الزاوية غربي طرابلس ومصراتة إلى الشرق، ولكن سكان بلدة راس لانوف النفطية الشرقية الواقعة تحت سيطرة المحتجين يغادرونها امس بسيارات محملة بمتعلقاتهم خشية التعرض لهجوم من قوات الحكومة وقال محتجون إنهم نقلوا أسلحة إلى الصحراء لحمايتها. وليست هناك مؤشرات تذكر على وجود معارضين مسلحين على الطريق الرئيسي المتجه شرقا من راس لانوف الواقعة على بعد 660 كيلومترا شرقي طرابلس بعد يوم من تقهقرهم إلى البلدة من بن جواد المركز الآخر إلى الغرب وسط اطلاق نيران مدفعية كثيف من جانب قوات الحكومة. ومع تصاعد الصراع في ليبيا ارتفع سعر النفط الخام الأمريكي امس ليسجل أعلى مستوياته منذ عامين ونصف العام. ومصراتة التي يقطنها 300 ألف نسمة هي أكبر بلدة يسيطر عليها المحتجون خارج شرق البلاد الذي أصبح تحت سيطرة المحتجين. وقال حافظ خوجة المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي في بنغازي في وقت متأخر من مساء الاحد إن النظام ينشر شائعات وإن الزاوية ومصراتة في أمان واصفا إياهما بالمدينتين المحررتين. وهاجمت قوات القذافي مدعومة بالدبابات والطائرات الحربية والطائرات الهليكوبتر ونيران المدفعية مواقع قرب مرفأ راس لانوف النفطي. وقال مؤمن محمد لرويترز "القذافي مزقنا أشلاء. يقصفنا بالدبابات والصواريخ. لا أعلم ما سنفعله الآن." وعندما سئل أحد المعارضين المسلحين عند عودته إلى راس لانوف من بن جواد مصابا عما شاهده هناك أجاب "الموت" ولم تسمح حالته بذكر المزيد. وتقع بن جواد على بعد 160 كيلومترا فقط من سرت مسقط رأس القذافي وقال محتجون إنهم يعتزمون مهاجمة بن جواد من جديد إلا أن هناك شكوكا في ذلك في ظل التقهقر من راس لانوف. وقال قادة المعارضة المسلحة لرويترز إن قوات القذافي تعزز نفسها في سرت حيث يوجد أكثر من 20 ألف مقاتل. وذكروا أنه توجد في المدينة قوات الساعدي (ابن القذافي) التي تضم أربعة ألوية إضافة إلى أفراد قبائل مسلحين. وحاصر محتجون القوات المتمركزة قرب وسط الزاوية على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس وواجهوا هجوما آخر بعد صد هجومين بالدبابات والمشاة قبل ذلك بيوم. وقال يوسف شاقان أحد المتحدثين باسم المعارضة المسلحة هاتفيا الأحد " وقع هجوم جديد أكبر. اندلع قتال لمدة ساعة ونصف الساعة... سقط قتيلان من جانبا وأصيب كثيرون." وشنت ألوية بقيادة خميس ابن القذافي أيضا هجوما على مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس. وقال أحد سكان البلدة طالبا عدم نشر اسمه "حاولت الألوية الوصول إلى وسط البلدة لكن الثوار تمكنوا من صدها. تراجعت الألوية إلى القاعدة الجوية." وصرح طبيب لرويترز عبر الهاتف بأن 18 قتيلا على الأقل بينهم رضيع سقطوا في القتال في مصراتة . وذكر أطباء في مستشفى راس لانوف أن المستشفى استقبل قتيلين و22 مصابا. وقال طبيب إن صحفيا فرنسيا أصيب في ساقه وإن أربعة محتجين أصيبوا بجروح بالغة تهدد حياتهم.