شهد النادي الأدبي في حائل مساء الأحد 10/5/2009، حضورا كثيفا لمحاضرة الكاتب الصحفي رئيس تحرير صحيفة الوطن الأسبق قينان الغامدي والدكتور عبد العزيز قاسم، حيث تناولا تحول الخطاب الثقافي السعودي. وشهدت المحاضرة آراء متشنجة ومداخلات لم يجب عليها المحاضران, إحداها كانت من أحد الحضور, حيث وصف بعض الليبراليين بالأقزام، متهما في مداخلته بعض الكتاب بأنهم وصفوا السعودية ببلد علماني ويجب محاسبتهم. واستغرب أحد المداخلين, على حد قوله, من تناقض الكاتب قينان في مسألة مهمة, وهي قضية أن المملكة دولة مدنية وليست دينية، واستشهد بمقالة قينان في صحيفة الوطن العدد 2058 الصادر يوم الجمعة 2/ 4/ 1427, التي قال فيها: "إن المملكة دولة مدنية تستمد دستورها وأنظمتها من الإسلام, وليست دولة دينية يحكمها رجال دين, ولن تكون". واتفق المحاضران على تحول الخطاب الثقافي السعودي والذي مر عبر مراحل حددها قينان الغامدي ب 3 مراحل, أولاها: توحيد السعودية على يد المغفور له الملك عبد العزيز. وكان قينان الغامدي سرد تبلور الخطاب الثقافي السعودي وعزا جل إرهاصاته وتناقضاته إلى تدخل حركة الإخوان المسلمين فيه, بدءا من محاولة إنشاء فرع لها في السعودية، مرورا بمحاولة جهيمان العتيبي بنهاية السبعينيات من القرن الماضي, التي تمت بعد اختراقها من قبل تنظيم التكفير والهجرة. وشدد الغامدي على أن السعودية لا يوجد فيها حركة وهابية, والإخوان هم المتسببون في إخراجها. فيما قال الدكتور عبد العزيز قاسم: "إن الوهابية وظفها العثمانيون في السابق لأغراض سياسية وهي موجودة", مبينا أن التحول اللافت للخطاب الثقافي السعودي تم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر, وإثر مطالبة الإدارة الأمريكية بما سمي الحرب على الإرهاب, ومشروع الشرق الأوسط الكبير, وقد توجس كثير من هذا التجديد, نظرا إلى الطلب الأمريكي واصطدامه بهاجس الليبرالية.