دفع الزعيم الليبي معمر القذافي بقواته المسلحة الى بلدة غربية لاستعادة السيطرة عليها , السبت 5 مارس 2011 , لكنها واجهت مقاومة وبثت قنوات تلفزيونية فضائية ان الدبابات تطلق النيران على مبان سكنية. وقال أحد الشهود الذي تحدث مع قناة (العربية) انه مع وجود دبابات ومركبات مدرعة ونيران مدفعية الان فان البلدة تشهد اشتباكات وقتلا لم يحدث له مثيل في العراق مشيرا الى أنه يعتبر الامر ابادة جماعية تامة. واستطرد أن المعارك تدور الان في المدينة وأن أكثر من مركبة مدرعة دخلت قبل ساعتين مع دبابة مضيفا أن هناك اطلاقا شرسا للنيران في كل المناطق وأن المساجد أعلنت الجهاد ضد هذه الكتائب. واذاعت قناة (الجزيرة) تقارير مماثلة عن القتال في الزاوية على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس واذاعت ان الدبابات أطلق نيرانها على المنازل. وقال المتحدث باسم المعارضة المسلحة في الزاوية في اتصال مع رويترز ان قوات القذافي تسيطر على البلدة الساحلية الى حد كبير عقب اشتباكات الجمعة لكنها واجهت مسلحين يتحصنون في مبان حول ميدان بوسط البلدة. وذكر المتحدث يوسف شاقان "سيحدث امر سيء اليوم. ستدور حرب." وتابع "توجد دبابات في جميع اركان الميدان. اغلقوا جميع الطرق يستخدمون الدبابات والاسلحة الثقيلة لتوفير غطاء للجنود. نريد استعادة السيطرة (على الزاوية) باي وسيلة." وفي شرق ليبيا قال معارضون مسلحون انهم يسيطرون على رقعة اكبر في زحفهم صوب الغرب وانهم يسيطرون على بلدة بن جواد وتقع على بعد نحو 525 كيلومترا شرقي طرابلس. وفي وقت سابق يوم السبت تجددت المعارك في ميناء راس لانوف النفطي على بعد 660 كيلومترا من طرابلس. وقال شهود ان المعارضين فتحوا النيران على طائرة هليكوبتر تحلق في الاجواء بعد يوم من تصريحهم بأنهم سيطروا على البلدة. وبعد اسبوعين من الانتفاضة على حكم القذافي الذي استمر أكثر من أربعة عقود سيطر المعارضون على معظم ارجاء المنطقة الشرقية بينما تسيطر حكومته على الغرب. ولكن المعارك الاخيرة تبين ان خطوط القتال ابعد ما تكون عن الوضوح وقد تتغير بسرعة. وتشير الهجمات المضادة التي شنها موالون للقذافي في الاسبوع الماضي الى ان القذافي لن يرحل في هدوء او بسرعة نسبيا كما حدث في مصر وتونس. ولم يظهر أي اثر لجنود القذافي في راس لانوف يوم السبت رغم ان الحكومة نفت مزاعم المعارضة بالسيطرة على راس لانوف. وقبل تحليق الطائرة الهليكوبتر كانت البلدة هادئة وكان علم المعارضة يرفرف على ميدان رئيسي. ويوم الجمعة دوت الانفجارات وأضاء وميضها المنطقة المحيطة براس لانوف وهي منفذ نفطي رئيسي على البحر المتوسط. وقصفت الطائرات الهليكوبتر مواقع المعارضة التي ردت باطلاق نيران البنادق. ويحرس نحو ستة افراد نقطة تفتيش تابعة للمعارضة عند مدخل البلدة يوم السبت. وقال احدهم حين سئل عما اذا كانت المعارضة المسلحة تسيطر على البلدة "البلدة امنة تماما بالكامل ..بنسبة مئة في المئة." وقبل مدخل البلدة بمسافة قصيرة توجد نقطة تفتيش للمعارضة قرب منشأة نفطية يحرسها نحو 12 شخصا مسلحين باسلحة خفيفة. وداخل راس لانوف ساد الهدوء في ساعات الصباح المبكرة. واصطف نحو 25 شخصا لشراء الخبز. وقال صالح محمد (37 عاما) وهو اداري في شركة نفط "ليس وضعا طبيعيا لكن ينبغي ان تكون مستعدا. انا سعيد جدا. نحن جميعا انتهينا من القذافي." وعلى الصعيد الدبلوماسي الرامي لكبح الاضطرابات التي دفعت أسعار النفط للصعود ايدت مجموعة معظمها من دول امريكا اللاتينية في تكتل يساري موال للرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز خطته يوم الجمعة من اجل مهمة وساطة دولية لحل الازمة الليبية. لكن فرص تشافيز تبدو ضعيفة في الوقت الحالي بما ان المعارضة استبعدت اجراء محادثات الا اذا كانت تهدف لتنحية القذافي او نفيه وهو مارفضه الزعيم الليبي رفضا قاطعا. ويعتبر الليبيون تشافيز من المقربين للقذافي ويصفه الزعيم الفنزويلي بالصديق ولم يتضح ما اذا كانت الخطة لاقت قبولا لدى دول اخرى. وفي الزاوية التي تبعد 50 كيلومترا غربي العاصمة حيث احرجت المعارضة الحكومة بالسيطرة عليها قال محمد احد سكان البلدة " قتل العشرات واصيب اخرون" على ايدي قوات القذافي "احصينا 30 قتيلا مدنيا." وقال شاقان ان مسلحي المعارضة تقهقروا ولكن لا يزالون يسيطرون على ميدان الشهداء بوسط البلدة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة. وقال مسؤول في الحكومة الليبية ان البلدة سقطت "لقد تحررت.. ربما ما تزال هناك بعض الجيوب (تحت سيطرة المعارضين) لكن عدا ذلك فقد تحررت." وسيطر المعارضون على معظم ارجاء المنطقة الشرقية وتتركز فيها حقول النفط الليبية وحيث المعارضة الليبية اقوى عادة. وتركزت الانتفاضة في بنغازي في ثاني أكبر المدن الليبية. وتمتد الانتفاضة الاكثر دموية حتى الان ضد الحكام المخضرمين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وفي الاسابيع اخيرة اطيح برئيسي تونس الجارة الغربية ومصر الجارة الشرقية لليبيا.