عكس الرهانات بفشل اعتصامات اليمنيين في الفترة المسائية بسبب شجرة القات، تحولت المنطقة التي وصفت ب"ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء إلى ديوان مقيل مفتوح تتناثر فيه مجموعات تتعاطي القات مع توافر الباعة في أماكن متفرقة منها. ولاحظ مراسل (عناوين) انتشار مجموعات الشباب المتعاطين للقات من المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح وسقوط نظامه الذي يحكم البلاد 33 عاماً، على امتداد الشوارع والمنافذ المؤدية الى البوابة الرئيسة للجامعة، اذ يشكل البعض منهم حلقات دائرية على الأرصفة والبعض الآخر داخل الخيام التي يزداد عددها وتتسع مساحتها يومياً. ويقوم المئات من الشباب بعملية التنظيم وحماية منطقة الاعتصام، ويشكلون حواجز بشرية للتفتيش والتدقيق في الداخلين، غالبيتهم ينتمون لحزب الإصلاح الذي يتشدد في منعهم تعاطي القات، إلا ان الآخرين من الإصلاح وشركائه في اللقاء المشترك المعارض والمستقلين يتعاطون القات بصورة طبيعية وتتناثر دوواينهم المفتوحة في غالب المنطقة. وقال ل (عناوين) عبدالله محمد، وهو شاب يعمل ببيع القات في منطقة الاعتصام، انه من أوائل الشباب الذين انخرطوا في الاعتصام المطالب برحيل صالح، ووجد فرصة في ان يقوم بدوره الوطني من خلال الاعتصام والاستفادة أيضاً ببيع القات ليوفر نفقات تواجده في صنعاء حتى سقوط الرئيس صالح. والى جانب متعاطي القات وبائعيه، يتناثر الباعة المتجولين في المنطقة لسلع مختلفة، فيما اضطرت الكثير من المحلات التجارية للإغلاق، وبخاصة أن غالبيتها تعمل في القرطاسيات ومحلات التصوير والمكتبات الرقمية ومستلزمات الكمبيوتر والهاتف الجوال باعتبارها منطقة تحيط بأكبر جامعة يمنية. وفي ذات الاتجاه، أفادت المصادر في محافظة عدن جنوبي البلاد, ان أزمة خانقة في عدن واجهها (اليوم) الأحد 27 فبراير2011، المتعاطين من سكان مدن المحافظة للقات الضالعي الشهير بسبب عدم وصوله الى أسواقها حتى الان. وذكرت المصادر ان أسواق القات في عدن ظلت مكتظة بالزبائن حتى ما قبل المغرب، وهم ينتظرون وصوله وعادةً يصل ما بين الساعة العاشرة والثانية عشرة ظهراً. ووفق المصادر، فإن سبب عدم وصول القات الضالعي إلى عدن، كان بسبب احتجازه من قبل نقطة التفتيش في مفرق العند (70 كيلو مترا من عدن)، في حين تحكم قوات الأمن والجيش الحصار على مدن عدن المتناثرة منذ أيام ما أدى إلى سقوط قرابة 30 قتيلاً وعشرات الجرحى، بحسب منظمات حقوقية. وقالت المصادر ان احتجاز سيارات القات من قبل رجال الشرطة في نقطة التفتيش، جاء بناء على تلقي أجهزة الأمن معلومات تفيد بان "بائعي القات القادمين من محافظة الضالع يستغلون عدم تفتيش سياراتهم في تهريب الأسلحة الى محافظة عدن لمساندة عناصر الحراك الجنوبي التي تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله". وأضافت المصادر "سمحت قوات الآمن بدخول القات القادم من مناطق الشمال وتم منع القات القادم من مناطق الضالع التي ينتمي إليها غالبية قيادات الحراك الجنوبي خاصة تلك الداعية للعنف المسلح لتحرير الجنوب من حكم الرئيس صالح".