تسبب عنف القمع الذي امتهنته السلطات الليبية خلال الأسبوع الماضي في هروب الآلاف من الأشخاص نحو تونس، من بينهم تونسيون وأجانب، ومصريون هربوا إلى تونس خوفا من مرتزقة القذافي. مر الآلاف في الأيام القليلة الماضية من معبر رأس جدير الحدودي، جنوب البلاد التونسية. وأفاد شهود عيان أن عائلات ليبية عبرت كذلك الحدود على متن سيارات. لكن نقطة عبور أخرى تشهد حالة مماثلة في أقصى الجنوب وهي معبر الذهيبة الذي مر من خلاله الثلاثاء 22 فبراير 2011، هؤلاء المصريون الذين نراهم على هذا التسجيل: "عادة، يحتاج المصريون لتأشيرة لدخول تونس لكن الظروف الاستثنائية غيرت الوضع" مبروك بن حميد أستاذ وناشط في الذهيبة شارك في استقبال وفود اللاجئين. أفواج من اللاجئين حلت بالذهيبة منذ أربعة أيام. بدأنا في الاستعداد لاستقبالهم منذ أن علمنا بقدومهم فاتصلنا بالهلال الأحمر وبالسلطات المحلية والجهوية التي وضعت حافلتين لنقل الوافدين. عبرت أكبر مجموعة الحدود يوم الثلاثاء وقد ضمت حوالي 800 تونسي، أوروبيين اثنين أو ثلاثة و62 مصريا. كان مرور المصريين مؤطرا أكثر لأنهم عادة يحتاجون لتأشيرة لدخول تونس. لكن نظرا للظروف فقد حظوا بمعاملة خاصة. لم يكن باستطاعتهم العودة إلى مصر لأنهم يقطنون غرب ليبيا وكانوا بذلك أقرب للحدود التونسية. وقد هجروا البلاد في عجلة من أمرهم، إلى درجة أنهم لم يحملوا معهم سوى أمتعة خفيفة كما أن بعضهم لم تكن معه حتى نقود. وقد قدمنا لهم يد المساعدة من خلال نصب خيام وتقديم الطعام في انتظار أن يرافقهم الجيش إلى مدينة قابس [التي تقع شمال الذهيبة، على الساحل، على بعد 406 كلم من تونس العاصمة]. من هناك سيتم التنسيق مع السفارة المصرية ووزارة الخارجية لتنظيم عودتهم إلى مصر. إن أغلب الأشخاص الذين مروا من معبر راس جدير جاؤوا من طرابلس، أما أولئك الذين استقروا في مدن جنوب غرب العاصمة الليبية، فقد اختاروا المرور من معبر الذهيبة لقربه. إن معاناة المصريين مست التونسيين بشدة لأنها ترمز لانتفاضة شعوب هذه البلدان الثلاثة."