لم تقتصر المواجهة بين المطالبين برحيل الرئيس اليمني من جهة ونظامه ومؤيديه من جهة أخرى على الاشتباكات الميدانية في شوارع العاصمة ومدن عدن وتعز والحديدة, لكنها امتدت إلى الفيسبوك وشبكة الإنترنت. وأعلن الجمعة 18 فبراير / شباط2011, عن تمكن مَن وُصفوا ب "القراصنة من اختراق موقع التلفزيون الحكومي اليمني على الإنترنت مساء الخميس". وقالت المصادر إن القراصنة استبدلوا "محتوى الموقع الرسمي للتلفزيون بعبارات تندد بحكم الرئيس علي عبد الله صالح، وتطالبه بالرحيل عن السلطة بعد ثلاثة عقود من الحكم". وظهر على واجهة الموقع خلفية سوداء وشعار على شكل يد مكتوب تحته كلمة "revolution" (ثورة)، ومكتوب أسفل الشعار بخط عريض "ارحل .. الشعب لا يريدك، يكفي 33 عاما من الجوع" إضافة إلى كلمة "ثورة سلمية" بلون مختلف.
ووفق المصادر ذاتها, فقد استمر موقع التلفزيون اليمني على هذه الحالة لساعات قبل أن تتمكن القناة على ما يبدو من استعادة بثه، وعرف القراصنة المخترقون للموقع أنفسهم كناشطون ضمن حملة "الثورة اليمنية للقرصنة الإلكترونية على الفيس بوك". وكان مجموعة شباب أعلنوا قبل سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك، عن إختراق موقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ووضع عبارات تطالبه بالرحيل, إلا أن مصادر حكومية نفت ذلك، وقالت إن الموقع يعمل بصورة طبيعية.
ونشط أخيراً شباب يمنيون من الطرفين بشكل كبير على الموقع الاجتماعي الفيس بوك رغم الأخبار التي تسربت عن قيام جهاز الأمن القومي (المخابرات) بتفريغ إحدى وحداته لمراقبة نشاط الشباب اليمنيين المعارضين في الفيسبوك, وسجل فيه الكثيرون منذ نجاح ثورة مصر بأسماء مستعارة أو رمزية ويخوضون مواجهة معهم بالسب والشتم لهم ولرموز المعارضة اليمنية ونشر أخبار مفبركة. ونشط شباب معارضون بشكل كبير في نشر صور ومقاطع فيديو تكشف ما يحدث بالميدان من خروقات وإعتداءات ومسيرات, وقاموا أيضاً بتأسيس مجموعات وصفحات تدعو إلى رحيل نظام الرئيس صالح، وضد الظلم والاستبداد والفساد والانتهاكات، إضافة إلى ذلك قام بعضهم بنشر قوائم بأسماء وصور مَن يتزعمون ما يُوصف ب (البلاطجة) الذين يعتدون على المتظاهرين, وغالبيتهم قيادات حكومية وفي الحزب الحاكم.