أصيب العشرات بجروح، الجمعة 18 فبراير / شباط 2011، عندما أطلقت قوات الأمن البحرينية النار لتفريق متظاهرين في المنامة، حسبما أفاد مصوّر وكالة فرانس برس وشهود عيان.. وهي أول تظاهرة منذ أن أقدمت قوات مكافحة الشغب على تفريق المعتصمين المطالبين بالإصلاح في دوار اللؤلؤة بوسط المدينة فجر الخميس بالقوة ما أسفر عن مقتل أربعة اشخاص. وبحسب شهود، استهدفت النيران تفريق متظاهرين كانوا موجودين بالقرب من مستشفى السلمانية في المنامة فيما أكدت مصادر متطابقة ل (فرانس برس) أن المتظاهرين كانوا ينوون التوجه إلى دوار اللؤلؤة.
وكان آلاف الأشخاص قد شاركوا الجمعة في الضاحية الشرقية للمنامة في تشييع مواطنين شيعيين قتلا في عملية التفريق الدامية لقوات الأمن فجر الخميس لاعتصام احتجاجي ضد الحكومة في العاصمة. وردد المشيعون الذين كانوا يسيرون خلف عربتين وضع عليهما جثمانا علي خضير (53 عاما) ومحمود مكي (23 عاما) وقد لُفا بعلم البحرين، انطلقتا من قرية سترة الشيعية، "لا شيعية لا سنية وحدة وطنية"، بحسبما أفاد شهود. وردد بعض المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام"أو"الامتيازات تذهب لقوات مكافحة الشغب والشعب يتلقى الرصاص".
وقررت المعارضة الجمعة تأجيل تظاهرة كانت قد دعت إلى تنظيمها السبت إلى الثلاثاء بعد أن فضت السلطات بالقوة اعتصام المتظاهرين المطالبين بالإصلاح، كما أعلن زعيم جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في المملكة. وقال سلمان لوكالة فرانس برس إن "مسيرة المعارضة التي كان يُفترض أن تتم السبت أجلت إلى الثلاثاء بسبب الحداد على الشهداء".
وكان من المفترض أن تتجه المظاهرة التي دعت إليها سبع جميعات معارضة إلى دوار اللؤلؤة في وسط المنامة حيث فرقت السلطات بالقوة اعتصام متظاهرين مطالبين بالإصلاح ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. ونشرت تعزيزات عسكرية قوية على ساحة اللؤلؤة.
ودعا ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى "الهدوء فورا" في البلاد، مشيرا إلى أن حوارا وطنيا سيبدأ حالما يعم الهدوء. وقال ولي العهد في حوار تلفزيوني إنه يدعو جميع الأطراف إلى "الهدوء فورا"، مشددا على أنه "بدون هذه الخطوة لن يكون بالإمكان بحث أي مشكلة". وتعهد ولي العهد ببحث "أي مشكلات ضمن حوار جماعي في البحرين تشارك فيه جميع الأطراف". وقال ولي العهد الذي دخل الاستديو أثناء حوار كانت تجريه الإعلامية سوسن الشاعر مع عضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي "أنا لا أفرق بين أي مواطن (...) لكن ما يحدث الآن غير مقبول (...) البحرين لم تكن في يوم دولة بوليسية". وإذ سُئل عن ضمانات الاستجابة لنداء الهدوء، قال "أنا لم أكذب (...) هؤلاء أبناء شعبي جميعا (...) المرحلة التي وصلنا إليها خطيرة وتستدعي منا جميعا الإحساس بالمسؤولية (...) لا بد أن نجري حوارنا في ظل الهدوء الشامل".
وقال الأمير سلمان إن "البحرين أصبحت اليوم منقسمة، وهذا ما لا يمكن القبول به (...) عديد من الدول شهد أوضاعا مماثلة، لكن العقلاء جاءوا في النهاية وجلسوا وتحدثوا بهدوء وناقشوا كل شيء".