أمر ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بصفته نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، قوات الأمن بالانسحاب فورا من مناطق التظاهر في المنامة لا سيما دوار اللؤلؤة الذي تمكن المتظاهرون المطالبون بالإصلاح من العودة إليه. وطلب ولي العهد في الوقت عينه من المتظاهرين التفرق تلبية لمبادرته من أجل الهدوء والحوار. وجددت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، عدم قبول تدخل أي طرف خارجي في شؤون مملكة البحرين التي تشهد مواجهات بين متظاهرين يطالبون بالإصلاح وقوات الأمن وسقط خلالها أربعة قتلى، بالإضافة إلى عشرات الجرحى. تمكن آلاف المتظاهرين من العودة إلى دوار اللؤلؤة بالعاصمة البحرينية المنامة، أمس، بعد يومين من فض السلطات اعتصامهم في الدوار، وذلك بعد انسحاب الجيش من المكان. ولم تسجل مواجهات مع الشرطة عندما نجح المتظاهرون في اجتياز الأسلاك الشائكة والعودة إلى الدوار. ووجه ولي العهد بالبحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة نداء، نقلته وكالة الأنباء البحرينية، أمر فيه قوات الجيش بالانسحاب من مناطق التظاهر في المنامة لاسيما دوار اللؤلؤة، إلا أنه طلب أيضا من المتظاهرين التفرق تلبية لمبادرته من أجل الهدوء والحوار والبدء في مرحلة جديدة من العمل الوطني تشارك فيها جميع الأطراف. وجدد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية في بيان «التأكيد على دعم دول مجلس التعاون الكامل لمملكة البحرين». وأشار إلى أن «الإخلال بأمن واستقرار البحرين يعد انتهاكا خطيرا لأمن واستقرار دول مجلس التعاون كافة». ونوه العطية بقرار العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تكليف ولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إجراء حوار وطني جاد وبناء مع جميع الأطراف، لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو إليها مواطنو مملكة البحرين. وتأتي هذه التطورات بعد أن انسحب الجيش البحريني من شوارع العاصمة، صباح أمس؛ الأمر الذي اشترطته المعارضة من أجل القبول بدعوة الحوار التي أطلقها ولي العهد، إلى جانب شرطة سقوط الحكومة. وتمكن المتظاهرون، وبينهم نساء، من اقتلاع الأسلاك الشائكة والوصول إلى الدوار من دون مواجهات مع الشرطة فيما بدأ بعض الشبان ينصبون الخيام لإعادة إحياء الاعتصام الذي انتهى بشكل دام ومقتل أربعة أشخاص، فجر الخميس. وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن المتظاهرين دخلوا إلى الدوار من ثلاثة شوارع مؤدية إليه، وسجل إطلاق لقنابل مسيلة للدموع في شارع واحد من الثلاثة. واستقبل أحد المستشفيات المجاورة بعض المصابين بحالات اختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع، دون تسجيل إصابات خطيرة. وكانت قوات مكافحة الشغب أغارت على الدوار وفضت بالقوة اعتصام المطالبين بالإصلاح؛ ما أسفر عن أربعة قتلى، إضافة إلى قتيلين سقطا برصاص قوات الأمن، الاثنين والثلاثاء. وانتشر الجيش في المنامة بعد ذلك قبل أن يعلن انسحابه، أمس، فيما أكد مصدر مسؤول أن القوات البحرينية أعادت انتشارها إلى خارج العاصمة