يبدو أن العثرات التي تواجهها قناة (السيوف) الفضائية تتوالى، فما أن تنطفئ مشكلة أو يخفت وميضها حتى تظهر مشكلة أخرى, وكانت مفاجأة رأس السنة الميلادية لهذه القناة ابتعاد الإعلامي عبد الله عسيري عن إدارة القناة بعد أن بذل مسؤولو القناة جهدا في وقت سابق وعلى مدى شهرين لإقناعه بالعودة للعمل, وهلل مشاهدو القناة بقبوله العودة مرة أخرى للعمل بإدارة القناة كمدير عام مساعد اعتبارا من بداية شهر نوفمبر الماضي. كما نشرته القناة بشريطها الإخباري الأبيض حينذاك، لما عرف عن العسيري من الجدية والحيادية وعدم المحاباة على حساب العمل، إلى جانب أنه يحظى بتقدير الوسط الشعبي. إلا أن الأمر لم يطل كثيرا بعد أن ظهرت مشاكل إدارية داخلية غادر على أثرها العسيري القناة, ورغم تكتم القناة على خبر استقالته أو ابتعاده بالقول إن العسيري يتمتع بإجازة خاصة لمدة أسبوعين خارج جدة, إلا أن مصادر (عناوين) أكدت خبر استقالته ورفضه القاطع للعودة مجدداً للقناة رغم جهود وساطة قام بها عدد من المهتمين بالتراث. وقد أجرت (عناوين) اتصالاً بالعسيري الذي قال إنه فضل الابتعاد عن قناة السيوف لأنه لم يجد لدى ملاك القناة النية الحقيقية والصادقة للتغير الذي قبل العودة من أجله, مؤكدا أنه لا يحبذ المشاركة بما سماه (العبث الفضائي) الذي تمارسه الإدارة العليا للقناة (المتمثلة في رئيس مجلس الإدارة ونائبه) من خلال عشوائية العمل والارتجالية والمزاجية التي تدار بها الأمور وبما ينشر في شريط الشات الأبيض على شاشة القناة وما يتطرق إليه من تعليق ساخر لبعض جوانب السياسة العربية والمساس بزعماء بعض الدول العربية، وبما يتعارض والتوجه الشعبي للقناة كنافذة لفلكلور المنطقة الجنوبية من المملكة، ما سبب حرجا كبيرا للعاملين بالقناة وتلقيهم اتصالات ناقدة ومتهكمة من المشاهدين. وعن تفسيره لادعاء مسؤولي القناة أنه يتمتع بإجازة، قال العسيري: لقد طلب مني فواز الحداوي أن لا أعلن ابتعادي عن القناة وذكر لي أن طلبه يرجع لعدم إثارة استياء وسوء فهم أو تفسير خاطئ ولعدم إثارة تساؤلات لدى الناس عن ابتعادي. وعما دار بينه وبين مسؤولي فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكةالمكرمة الذين التقاهم بزيارتين وهل كان للزيارتين تأثير باتخاذه قرار الابتعاد, قال العسيري إنه التقى حمزة الغبيشي مدير عام الإعلام الداخلي بفرع الوزارة بناء على طلب الوزارة مراجعة أي مسؤول عن القناة لمناقشة بعض الجوانب الإدارية المتعلقة بتصاريح عمل القناة والاطلاع على بعض الشكاوى المقدمة عنها (وسمع منه الكثير من الاستياء بعدم تجاوب ملاك القناة مع الوزارة والملاحظات على القناة واستياء بعض المواطنين مما يكتب على الشات) إلا أنه لم يكن مفوضا للتفويض الرسمي الموجب بالبت في أي منها. وكذلك حال زيارته الثانية التي التقى فيها وكيل الوزارة المساعد المشرف على فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي، وكان الغرض من الزيارة مناقشة دعوى مواطن ضد القناة نشرتها بعض الصحف والمواقع الإلكترونية في وقت لاحق.. وقد استمع لكثير من ملاحظاته عن سلوك القناة. وأضاف العسيري أن زيارتيه وما نتج عنهما ولَّد لديه الندم بقبول العودة بعد تجربته السابقة وقرر الابتعاد، إلا أن الزيارتين لم تكونا السبب وراء ابتعاده. وحول ما يتردد من معلومات لم تتأكد عن تقدم إحدى السفارات العربية بشكوى ضد ما اعتبرته إساءات من القناة، أوضح العسيري أنه علم بشيء من هذا القبيل باتصال هاتفي تلقاه من أحد متابعي القناة وحدد باتصاله اسم سفارة الدولة العربية وأنها أبدت استياء مما أسمته تدخلا بالشأن المحلي وإساءة لرئيسها، إلا أن القناة لم تتلق أي شكوى من هذا القبيل ولم تتلق أي إشعار رسمي من الجهات المختصة فترة تواجده. وعن جوائز وحفل تكريم الفائزين بمسابقة نجم القصيد التي أعلنت نتائجها القناة منذ أكثر من شهر قال العسيري: أقحموني بهذه المعمعة ولا ناقة لي فيها ولا جمل واسألوا عنها الإدارة العليا للقناة وتحديدا نائب رئيس مجلس الإدارة فواز الحداوي والفائزين بالمركزين الأول والثاني اللذين ينويان اللجوء للجهات المختصة حسب علمي وإن محاولاتي حفظ ماء الوجه للقناة أمام مصداقية المسابقة وبناء الثقة للمستقبل باءت بالفشل لعدم وجود آلية واضحة يحتكم إليها المتسابقون والقناة ولا أخفي تحفظي على المسابقة من الأساس لكونها صورة طبق الأصل ونسخة مكررة لمسابقة بعنوان شاعر الديوان سبق ونظمتها وبثتها قناة ديوان العرب وبمشاركة أغلب المتسابقين بمسابقة السيوف نجم القصيد بنفس الآلية والتنفيذ.