قالت الولاياتالمتحدة بحسب برقيات دبلوماسية اميركية نشرها موقع ويكيليكس، انه يجب تحديث الجيش المصري الذي "تراجعت" قدراته، للتمكن من مواجهة تهديدات امنية جديدة لكن قياداته تعارض ذلك. وأظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة أن الجيش المصري قاوم ضغوطا أمريكية لتعديل استراتيجيته، بهدف مواجهة تهديدات اقليمية جديدة، مؤكدا أن الامن القومي للبلاد "خط أحمر" لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوزه. وحصلت مصر على مساعدات عسكرية أمريكية تتجاوز 36 مليار دولار منذ عام 1979، عندما أبرمت معاهدة سلام مع اسرائيل لتكون الدولة العربية ثاني أكبر مستفيد من المساعدات الاجنبية الامريكية. لكن البرقيات المسربة أشارت الى أن واشنطن وحليفتها العربية اختلفتا بشأن الكيفية التي ينبغي بها انفاق الاموال. وقالت برقية بتاريخ التاسع من فبراير 2010 ان مسؤولين دفاعيين أمريكيين قالوا ان الجيش المصري متقادم وبحاجة الى أن تتم اعادة تركيزه لمجابهة "تهديدات متباينة" مثل الارهاب وتهريب الاسلحة الى قطاع غزة والقرصنة ودعم السياسة الامريكية تجاه ايران. وقالت برقية اخرى بتاريخ 28 من الشهر نفسه "في حين أن العلاقات العسكرية الامريكية المصرية لا تزال قوية .. يقاوم الجيش المصري جهودنا لتعديل تركيزه بما يعكس التهديدات الاقليمية والمرحلية الجديدة." لكن المسؤولين العسكريين المصريين قالوا ان التهديدات التي تواجه الولاياتالمتحدة مختلفة عن تلك التي تواجه بلادهم. ونقلت برقية التاسع من فبراير 2010 عن اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع قوله ان سياسة الدفاع المصرية تعطي الاولوية "للارض المصرية وقناة السويس"، والحفاظ على "جيش تقليدي قوي لمواجهة الجيوش الاخرى في المنطقة". وأظهرت البرقية ايضا أن العصار قال انه في حين تفضل مصر "شراء أسلحتها وعتادها من الولاياتالمتحدة"، فان "الامن القومي خط أحمر" مضيفا أن المصريين يمكنهم "التحول الى مكان اخر اذا اضطروا لذلك". ويخصص جزء كبير من المساعدات العسكرية الامريكية لمصر البالغة 1.3 مليار دولار سنويا لشراء معدات امريكية لتحديث الجيش المصري. وأظهرت برقية تعود الى سبتمبر 2008 أن مسؤولين امريكيين انتقدوا الجيش المصري بسبب "استمراره في ... التدريب على حرب جيش مقابل جيش مع التركيز بدرجة اكبر على القوة البرية والمدرعات". وقالت البرقية الامريكية ان وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي (77 عاما) يمثل "العقبة الرئيسة أمام تغيير مهمة الجيش". وجاء في البرقية انه منذ تولي المشير طنطاوي مهامه "تراجع مستوى التخطيط التكتيكي والعملاني للقوات المسلحة المصرية". لكن العصار قال ان العتاد الثقيل مثل الطائرات والدبابات ضروري لمهام مكافحة الارهاب، ودعا المسؤولين الامريكيين الى مطالبة الكونجرس بعدم تقييد العدد الذي تحصل عليه مصر منها. وشكا مسؤولون مصريون اخرون من أن الولاياتالمتحدة زادت المساعدات العسكرية لاسرائيل، في حين ظلت المساعدات لمصر ثابتة، مضيفين أن اسرائيل تمتلك "أسلحة غير تقليدية" وهو ما يؤدي الى اختلال التوازن بالمنطقة وقد يزعزع الاستقرار. يذكر انه منذ ثورة يوليو عام 1952 والتي أطاحت بالنظام الملكي جاء جميع رؤساء مصر من صفوف الجيش.