انقسمت الحكومة الإسرائيلية بشأن الخطة الأميركية الداعية الى تجميد جديد للاستيطان، التي يعارضها اليمين المتطرف والمستوطنون غير ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بامكانه تمريرها، كما تؤكد وسائل اعلام. وذكرت (فرانس برس) الاثنين 15 نوفمبر 2010، بحسب حسابات محللين سياسيين فان سبعة من الوزراء ال 15 في الحكومة الامنية الاسرائيلية التي تحسم القرارات المهمة، وبينهم نتانياهو، مستعدون للتصويت لصالح مقترح ادارة الرئيس باراك اوباما. ويعارض الخطة ستة وزراء، وقد اعرب وزيران ينتميان لحزب شاس اليميني المتطرف عن نيتهما الامتناع عن التصويت. ولم يتم تحديد اي موعد لتصويت الحكومة الامنية على الخطة. في الاثناء اطلق ابرز منظمات المستوطنين واقصى اليمين غير المشارك في البرلمان حملة للضغط تهدف الى اقناع حزب شاس بمعارضة تجميد الاستيطان. في المقابل يواصل الفلسطينيون اشتراط تجميد تام للاستيطان في الضفة الغربية وفي القدسالشرقيةالمحتلة، لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة مع اسرائيل، ملمحين الى ان المقترح الاميركي كما هو حاليا، لا يستجيب لمطالبهم. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس الاثنين "في اللحظة التي يوقف فيها (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو الاستيطان سيصار الى استئناف المفاوضات مباشرة". وتنص المبادرة التي عرضها نتانياهو الاحد على مجلس الوزراء بعد زيارته الولاياتالمتحدة، على تجميد جديد محدود للاستيطان في الضفة الغربية لمدة 90 يوما في مقابل حزمة سخية من اجراءات الدعم السياسي والعسكري الاميركي لاسرائيل، بحسب مصادر اسرائيلية. وبين معارضي المبادرة "صقور" حزب الليكود حزب نتانياهو، ووزراء اقصى اليمين وبينهم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. غير ان المراقبين يشيرون الى انه ليس بامكانهم حاليا زعزعة حكومة نتانياهو. وقالت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية "ان معارضي التجميد داخل الليكود لا يملكون الوسائل للقيام بثورة حقيقية على نتانياهو". وقالت الاذاعة العامة "في الوقت الحالي بامكان رئيس الوزراء ان ينام ملء جفونه حيث ليس بامكان اي وجه هام في الليكود تهديده". كما يؤكد المحللون ان ليبرمان الذي يقود حزب "اسرائيل بيتنا" القومي المتطرف، لن يغادر الحكومة في حال تم اقرار مثل هذا التجميد المحدود. ويريد زعيم هذا الحزب الشعبوي قطع الطريق على ابرز احزاب المعارضة كاديما (وسط) الذي قد يدعوه نتانياهو الى المشاركة في الحكومة لتشكيل اغلبية اكثر اعتدالا ومؤيدة للخطة الاميركية. وامتنع نتانياهو عن التعبير علنا عن دعمه للخطة الاميركية مشيرا الى انها "ليست نهائية حتى الان" ملمحا الى انه د يحصل على المزيد من التنازلات من الاميركيين. وقال مسؤول اسرائيلي كبير مساء الاحد لوكالة فرانس برس "لقد قدمت اسرائيل عدة شروط لم يتم قبولها، وحين تتم الموافقة عليها سيعرض رئيس الوزراء هذه المسألة على الحكومة الامنية لاتخاذ قرار". وجاء هذا التوضيح بعد ان اشاد الرئيس الاميركي ب "جدية" رئيس الوزراء الاسرائيلي واصفا بحث اسرائيل لتجميد جديد للاستيطان بانه "امر واعد". وبحسب الاذاعة الاسرائيلية فان الرئيس اوباما اراد بذلك "لي ذراع" نتانياهو وذلك من خلال الاشادة به حتى قبل اتخاذ اسرائيل قرارا رسميا بتجميد الاستيطان.