جدد الرئيس محمود عباس في القاهرة امس رفضه استئناف المفاوضات قبل وقف الاستيطان بالكامل، بما في ذلك في القدسالشرقية، مشددا على ضرورة ان ينصب التركيز على قضيتي الحدود والأمن لدى استئناف المفاوضات. في هذه الاثناء، واصل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو جهوده لطمأنة حزبه «ليكود» تجاه «الصفقة الاميركية» المزمع حصولها في مقابل تجميد الاستيطان 90 يوما، ملوّحاً لليمين بضم المعارضة الى الحكومة، في وقت اعلنت حركة «شاس» انها لم تحسم موقفها من الصفقة بانتظار الاطلاع على طبيعتها، فيما صعد المستوطنون نشاطاتهم الاحتجاجية. وفي القاهرة، بحث عباس مع الرئيس حسني مبارك في الجهود المصرية والعربية والدولية لاستئناف المفاوضات، والافكار والمساعي الاميركية والاوروبية لتأمين موافقة اسرائيل على تمديد تجميد الاستيطان 90 يوماً في مقابل حزمة من الحوافز. كما تطرقت المحادثات الى مساعي المصالحة الوطنية الفلسطينية. واكد عباس ان الجانب الفلسطيني لن يقبل باستئناف المفاوضات في حال عدم وقف الاستيطان بالكامل، بما في ذلك في القدسالشرقية، وقال: «لا بد ان يشمل وقف الاستيطان مدينة القدس، واذا لم يكن وقف الاستيطان في كامل الاراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، فلن نقبل به». وشدد على ان «وقف الاستيطان ليس مطلبا فلسطينياً فقط، وانما مطلب اميركي ودولي وعربي، بل هناك شرائح من المجتمع الاسرائيلي تطالب بوقف الاستيطان». ونأى بنفسه عن الصفقة الاميركية لاسرائيل، وقال: «لا علاقة للجانب الفلسطيني بها». واكد ان الفلسطينيين اوضحوا موقفهم المتمثل في انه لا بد من التركيز على قضيتي الحدود والأمن في حال استئناف المفاوضات. من جانبه، اعرب نتانياهو عن تفاؤله لجهة التوصل الى اتفاق مع الاميركيين «بالرغم من العثرات على الطريق»، وحاول خلال اجتماع مع نواب الوزراء ونواب حزبه «ليكود» تخفيف المعارضة الداخلية للصفقة الاميركية، مؤكدا ان الاقتراح الاميركي يصب في مصلحة اسرائيل والمستوطنين ايضا، وان التجميد المقترح سيكون الاخير. في الوقت نفسه، التقى نتانياهو مساء امس زعيمة حزب «كديما» المعارض تسيبي ليفني للبحث في مسائل تتعلق بعمل الكنيست. غير ان مراقبين اعتبروا ان نتانياهو عقد الاجتماع كإنذار للاحزاب اليمينية المشاركة في الحكومة والتلويح بضم «كديما» الى الحكومة، في حين اكدت اوساط ليفني انها ترفض استخدامها «سوطاً» ضد اليمين، وانها لن تشارك في الحكومة الا بعد تغيير تشكيلتها وبرنامجها. وكان زعيم «شاس» الوزير ايلي يشاي اعلن للاذاعة العسكرية امس ان الحركة تعتزم «في هذه المرحلة» معارضة استئناف تجميد الاستيطان لثلاثة اشهر، مضيفا ان الزعيم الروحي للحركة «الحاخام عوفاديا يوسف يعارض تجميد البناء، لكنه اوضح انه سيتخذ القرار الحاسم فقط بعد الاطلاع على الضمانات الاميركية الخطية». واضاف: «ممنوع ان يتوقع البناء في القدس حتى لحظة واحدة». في الوقت نفسه، تظاهر آلاف المستوطنين امس قبالة مكتب نتانياهو، فيما اعلن رئيس «مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة» داني ديان تشكيل «غرفة عمليات» للمستوطنات قبالة مكتب رئيس الحكومة حتى تقرر الحكومة عدم التجميد. وكان متوقعا وصول الموفد الاميركي جورج ميتشل الى تل ابيب امس للاطلاع على الموقف الاسرائيلي من رزمة الحوافز الاميركية. وابرزت الصحف الاسرائيلية امس الانتقادات للصفقة الاميركية والتي وجهها السفير الاميركي السابق في تل ابيب، احد مستشاري الرئيس الاميركي، دان كيرتسر الذي كتب في مقال في صحيفة «واشنطن بوست» عندما قال ان «الولاياتالمتحدة ستندم على الحوافز التي تقدمها الى اسرائيل في مقابل تجميد الاستيطان ... هذا قرار برشوة اسرائيل، لكن ربما تندم اسرائيل اكثر على موافقتها على تلقي الرشوة» لان «حاجاتها الامنية مستقبلا ستكون خاضعة لمطالب سياسية اميركية».