أدانت تحقيقات مؤسسة الخطوط الحديدية في حادث انسياب عربتين على الخط الحديدي، التي تسببت في وفاة خمسة من عمال المقاول، كانوا يعملون على الكيلو متر (407-408) أثناء وقوع الحادث، طاقم القطار والمقاول. وتوصلت لجنة التحقيقات الدائمة بالمؤسسة، الأربعاء 27 أكتوبر 2010، إلى أن "الحادث وقع بالدرجة الأولى بسبب أخطاء بشرية ارتكبها طاقم القطار"، مرجعة أسبابه إلى "عدم التزام مشرف القطار بقواعد كتاب قوانين الحركة التي تلزم مشرفي القطارات بتأمين أي جزء من القطار يترك على الخط ليلاً، أو في حالات الطقس السيئة بالفرامل بنوعيها لتمنعه من الحركة"، مؤكدة ضرورة تثبيت ضوء على طرفيه إذا أمكن و"أن يتأكدوا عند ترك العربات واقفة من أن الفرامل صالحة وكافية لعدم تحركها وأن تؤمن بالوسائل الكافية لمنع تحركها". وحمّل التحقيق قائد القطار جزءا من المسؤولية ل "تساهله في خروج القاطرة من دون رمبات"، إضافة ل "عدم تنبيه المشرف بضرورة تأمين العربات بالوسائل المتاحة لديهم، وهي استخدام فرامل العربة الهوائية والفرامل اليدوية، بالرغم من حصوله على دورات متقدمة في مجالي التشغيل والسلامة ونظم التحكم في القاطرات". ولفت التحقيق إلى "وجود خلل في نظام الاتصالات حال دون إبلاغ الملاحين بالخطأ الذي ارتكبوه، اذ أظهرت أجهزة المراقبة في مركز المراقبة الرئيس وميضاً في النظام يفيد بوجود خلل أو كسر في المحولة في الوقت الذي انسابت فيه العربات"، موصيا ب "ضرورة الإسراع في استكمال تنفيذ مشروع الاتصالات المطور، وبذل جهود أكبر لإزالة جميع العقبات الفنية والقانونية التي تعرقل سير إنجاز المشروع". فيما أدان التحقيق المقاول، معتبرا أن "متطلبات السلامة من المقاول لم تكن كافية أو مثالية لحماية العمال في الموقع، بالرغم من تطبيقه لما ورد في العقد إلا أنها لم تأخذ في الحسبان أسوأ الاحتمالات". وتم رفع نتائج التحقيقات للإدارة القانونية ل "تقدير نسبة الإدانة لأطراف القضية، وتقدير العقوبة المقررة نظاماً، إضافة إلى اقتراح التوصيات اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث، تمهيدا لرفعها واعتمادها من قبل رئيس عام المؤسسة".