حملت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية مسؤولية الحادث الذي تسبب في وفاة خمسة عمال على الخط الحديدي، فجر الاثنين قبل الماضي، على طاقم القطار، بعد أن توصلت لجنة التحقيقات الدائمة بالمؤسسة إلى أن الحادث وقع بالدرجة الأولى بسبب أخطاء بشرية ارتكبها الطاقم لعدم التزام مشرف القطار بقواعد كتاب قوانين الحركة التي تلزم المشرفين بتأمين أي جزء من القطار يترك على الخط ليلا أو في حالات الطقس السيئة، بالفرامل بنوعيها لتمنعه من الحركة، ويثبت ضوء على طرفيه إذا أمكن، وأن يتأكدوا عند ترك العربات واقفة من أن الفرامل صالحة وكافية لعدم تحركها، وأن تؤمن بالوسائل الكافية لمنع تحركها. واتهم التحقيق قائد القطار وحمله جزءا من المسؤولية بسبب تساهله في خروج القاطرة بلا «رمبات» وعدم تنبيه المشرف بضرورة تأمين العربات بالوسائل المتاحة لديهم وهي استخدام فرامل العربة الهوائية والفرامل اليدوية، على الرغم من حصوله على دورات متقدمة في مجالي التشغيل والسلامة ونظم التحكم في القاطرات. كما نبه التحقيق إلى وجود خلل في نظام الاتصالات حال دون إبلاغ الملاحين بالخطأ الذي ارتكب، حيث أظهرت أجهزة المراقبة في مركز المراقبة الرئيسي وميضاً في النظام يفيد بوجود خلل أو كسر في المحولة، في الوقت الذي انسابت فيه العربات. وأوصى التحقيق بضرورة الإسراع في استكمال تنفيذ مشروع الاتصالات المطور، وبذل جهود أكبر لإزالة جميع العقبات الفنية والقانونية التي تعرقل سير إنجاز المشروع. كما أشار في موضع آخر إلى أن متطلبات السلامة من المقاول لم تكن كافية أو مثالية لحماية عماله في الموقع، على الرغم من تطبيقه لما ورد في العقد إلا أنها لم تأخذ في الحسبان أسوأ الاحتمالات. وقد رفع التقرير للإدارة القانونية لتقدير نسبة الإدانة لأطراف القضية وتقدير العقوبة المقررة نظاما، إضافة إلى اقتراح التوصيات اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث تمهيدا لرفعها واعتمادها من قبل الرئيس العام للمؤسسة. وكان ستة عمال تابعين لشركة «أريكريدون» المحدودة، ويعملون على الخط الحديدي رقم 1 المخصص لقطارات الركاب، تعرضوا للدهس فجر الاثنين قبل الماضي، بعد أن تدحرجت عربتا قطار أثناء عمل قائده مناورة لعكس اتجاه القاطرة عند الكيلومتر «407»، ما أدى إلى وفاة خمسة منهم، وإصابة السادس بإصابات متفرقة نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات القريبة