pلست بمفتٍ في أمور الدين؛ فالإفتاء له رجاله المتخصصون في العلوم الشرعية، ولكنني أرى أن الأمراض المعدية تقع في باب فقه الضرورة، وأنه من المستحسن ألا يتسبّب مسلم في إلحاق الأذى الصحي بأخيه المسلم من خلال حضوره إلى المسجد وهو يحمل مرضا معديا، وصلاته في بيته درءٌ لضرر قد يلحق بمسلم آخر.br / وفي مثل هذه الأوقات من كل عام والتي تشهد تغيرا في المناخ تنتشر آفة مرض الزكام والإنفلونزا وهي من الأمراض التي تنتقل من شخص إلى آخر من خلال احتكاك البشر بعضهم ببعض في الأماكن المزدحمة وخلال الأحاديث الجانبية. ومن هذه الأماكن المساجد التى لا بد أن كل المصلين لاحظوا مع فترة التقلبات المناخية قبيل دخول الشتاء كثرة العطاس والكحة من فئة ليست قليلة من المصلين، ما يعني أن انتقال العدوى في مثل هذه الأجواء مؤكدٌ بين المصلين بعضهم بعضا.br / ومعلوم أن الهدوء والسكينة والخشوع هي من سمات صلاة المسلم، وأن أي ضوضاء سواء كان مصدرها بشريا أوغير ذلك تشتت أذهان المصلين وتربكهم، وما يحدث في المساجد في مثل هذه الأيام لا يتوقف على الضجيج بقدر ما يكون له بُعدٌ توجسيٌّ لدى المصلي وخوفه من أن تنتقل العدوى إليه ما يؤثر في خشوعه.br / كما أن العدوي لن تتوقف عند حاملها؛ بل ستمتد إلى البيت والمدرسة والعمل والأسواق، وكلما تحرّك المصاب كانت مخاطر انتقال العدوى إلى شخص آخر واردة، وبعض الناس من كبار السن من ذوي الصحة المعلولة لا قبل لهم بتحمُّل أمراض من هذا النوع؛ وقد تؤدي إصابتهم إلى مضاعفات خطرة على صحتهم.br / كما أن الأمر لا يتوقف عند شيوع المرض وانتشاره على نطاق واسع فحسب، بل يتعدّى ذلك إلى الضغط على جيوب المسلمين من عمليات التطبيب والعلاج والأدوية، والضغط أيضا على المرافق الصحية الحكومية، أي أن ضحايا المرض ليس صحة البشر فقط، بل جيوبهم والمال العام.br / الوقاية خيرٌ من العلاج؛ وحرص المسلم على المسلم من تعاليم عقيدتنا السمحة؛ وبقاؤه في بيته يؤدي فروض الصلاة عند تعرضه لعارض صحي كالزكام والإنفلوينزا وغيرهما من الأمراض المعدية أفضل من الإسهام في تعميم العدوى للآخرين.br / يبقى القول: إن نصائح الأطباء وجميع العاملين في الحقل الصحي تنصح مَن يصابون بالأمراض المعدية، وهنا أخصُّ الأمراض الموسمية، بتحري الدقة وعدم الاحتكاك عن قرب بالبشر، حرصا على عدم انتقال العدوى لهم، والرأي الاخيرلعلماء الدين حفظهم الله الذين لا شك في حرصهم على إخوانهم المسلمين في صحتهم وأموالهم.br / br / (محمد السلوم)/p