القاهرة : هالة أمين تتعدد المواقف التي يجد فيها الزوجان أن لكل منهما رغبات واحتياجات لا تتفق مع ما يريده الآخر وتواجه الحياة الزوجية أزمات حادة حين يصر كل طرف على ما يريد، كما أن فوز طرف وخسارة الآخر لا تعني مرور الأزمة بسلام بل فقط تأجيل الانفجار لوقت لاحق لشعور طرف بالغبن وتجاهل رغباته أو احتياجاته. لذا فالتفاوض في الحياة الزوجية يأتي للوصول لأفضل الصيغ التي تحقق حلاً معقولاً للطرفين لتستمر الحياة بعدل وتوافق وقد يثير مصطلح التفاوض حفيظة البعض لأنه يرى أنه يوحي بالخصومة والنزاع، وهو ما لا يتفق مع الحياة الزوجية التي تقوم في الإسلام على المودة والرحمة، لكن خبراء الاتيكيت يؤكدون انه غير مقصود التفاوض بالمعنى السياسي الصراعي، بل إدارة العلاقة بشكل منظم بعيداً عن العشوائية التي تسمى أحياناً بغير اسمها وتؤدي إلى فشل الحياة الزوجية لميل كفة الميزان لصالح طرف على حساب طرف، لذا فالتفاوض هنا يتم بين طرفين على وعي دائم بأنهما يشكلان وحدة واحدة في مركب واحد، وأن علاقتهما ليست صراعية، بل تراحمية، وما التفاوض إلا أداة لضبط ميزان الحقوق والواجبات . ويقول خبراء الاتيكيت إن بدائل التفاوض وينصون بعدم اللجوء اليها الا للضرورة: * الإقناع: ولكنه أحياناً يتعثر عند تعارض المصالح والرؤى، وقد يحتاج الأمر لجلسة جادة للنقاش المنظم. * التنازل/القبول: النزول على رغبة الآخر، ويحدث عند حصول تعقيدات يفضل معها أحد الأطراف التنازل والاستغناء عما كان يريده، والتنازل سهل لأنه يوحي بتلاشي النزاع في فترة وجيزة رغم استمرار جذوره، وهو ما يؤدي لتفجر حياة أسرية وانهيار علاقة استمرت سنوات وكانت تبدو متماسكة. * القهر أو الإجبار: ويستند إلى المقولات التهديدية "استجب وإلا..." ، وهو إن كان يصلح لتفاوض الأعداء فإنه لا يصلح لتفاوض الزوجين ،والإجبار يثير العداوات، ويربي روح الانتقام، ويعصف بالعلاقات في المستقبل، واستخدام القهر في التفاوض يؤدي إلى إفساده. التحكيم: في حالة عدم الوصول إلى حل يتم الترحيل إلى طرف خارجي، وهو ما أرشد إليه الشرع الحكيم في الحديث عن "الإصلاح" وهو ما يترك الناتج النهائي مرهونًا بالآخرين، ويفتح أسرار البيت للخارج، وما دام في الإمكان إدارة العلاقة داخل الأسرة الصغيرة فهذا أفضل.