تختلف آلام الصداع النصفي عن كل آلام الأنواع الأخرى من الصداع. ويصيب هذا النوع من الصداع جزءاً واحداً من الرأس أي بشكل نصفي. ويعاني منه 25% من النساء و8% من الرجال طوال حياتهم. والمرأة أكثر عرضة لنوباته ولاسيما في مرحلة سن اليأس لتغير معدلات الهرمونات الأنثوية لديها. والصداع النصفي أسبابه غير معروفة. ويقول الأطباء أن سبب حدوث الصداع النصفي يعود إلى طريقة تفاعل الشرايين المؤدية إلى الدماغ مع العوامل المسببة للألم مهما كان نوعها، ولسبب ما تتقلص الشرايين ثم تتمدد.و هذا التغير في القطر الداخلي للشرايين يولد الألم. كما يخفض تقلص الشرايين وصول كمية الدم إلى الدماغ. وهذا تفسير لتشوش الرؤية أو أنه بسبب عدم التوازن بين عنصر الماغنيسيوم وهرمون السيروتونين بالمخ مما يغير في الكهرباء وفي التفاعل بين أعصابه وشرايينه التي تتحكم في العينين والأنف والفم مما يظهر الألم في مراكز المخ، عكس الصداع العادي الذي يكون آلامه في فروة الرأس. والصداع النصفي نوعان صداع نصفي عادي لا يشعر به المريض بدنو النوبة وتستمر نوبته من 4-72 ساعة حيث يشعر بألم في جانب الرأس أو الجانبين وقد يكون نابضاً أو متوسطاً أو شديداً مع القيء وشعور بالغثيان وحساسية للأصوات. وصداع نصفي تقليدي وفيه يشعر المريض بدنو النوبة مرتين علي الأقل سنوياً. وقد تستمر النوبة 20 يوماً ويسبقها توتر عصبي وتشوش الرؤية. فيري الشخص أثنائها الخطوط متعرجة وأضواء مبهرة (كفلاش)أو يفقد النظر مؤقتا مع صعوبة في الكلام والشعور بضعف الذراعين والساقين وتنميل بالوجه واليدين وألم في الجبهة والفكين والأذنين وحول العين. وقد يظهر الصداع في جانب واحد من الدماغ خلف العينين أو حولهما. وقد ينتقل للجانب الآخر أثناء النوبة. والأفضل تحديد أسباب ظهور الصداع النصفي ومحاولة تجنبها للسيطرة علي الصداع والوقاية منه رغم من عدم وجود أسباب محددة لظهور الصداع النصفي, لكن هناك بعض العوامل التي قد تساعد علي ظهوره، وهذه العوامل تختلف من شخص لآخر. ومن بينها الضغط العصبي، وعدم تناول وجبة أساسية أثناء اليوم، أو النوم في أوقات متأخرة ليلاً أو عدم النوم لفترة كافية، والإرهاق أو زيادة التمارين الرياضية. أو تناول بعض أنواع الطعام والشراب كالجبن والنبيذ الأحمر والخمور والمواد المضافة إلى الطعام مثل ملح النترات في اللحوم المحفوظة كاللانشون والبولوبيف والهامبرجر والسجق وقلة تناول كمية الكافيين المعتاد عليها الشخص والموجود في الشاي والقهوة والكولا والكاكاو. وبالنسبة للسيدات فترة الدورة الشهرية. وهذه العوامل يمكن تجنبها. ويمكن للعلاج الجيد من تخفيف حدة نوبات الصداع النصفي وتسكين آلامه بتناول عقاقير مسكنة. وهناك نوعان من أنواع علاج الصداع النصفي. نوع يقوم بإيقاف تأثير الصداع النصفي بمجرد بدايته وفيها مادة الإرجوتامين وتوصف للأشخاص الذين يصابون بالصداع بشكل غير دوري أو في الأعراض البسيطة حيث تقوم بانقباض الأوعية الدموية. ولا يتناولها مرضى القلب، أو الحوامل. والنوع الثاني مغلقات بيتا (Beta blockers) ومغلقات الكالسيوم (Calcium channel blocker) وتمنع ظهور الصداع النصفي.ويوصف للأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي بشكل دوري ومتكرر، ويمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب. وأحياناً قد يجد المصاب فائدة من وضع كمادات من الثلج على الرأس، والجلوس في غرفة مظلمة.