أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن "غضبهم" لوقوع أعمال الاغتصاب الجماعي على أيدي جماعات متمردة في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجددوا مطالبتهم بأن توقف جميع أطراف الصراع على الفور وبشكل كامل كل أشكال العنف الجنسي وانتهاكات حقوق الإنسان. وألقي أعضاء مجلس الأمن باللوم في هذه العملية على "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" و"ميليشيا الماي ماي"، مشيرين إلى أنه جرى اغتصاب 154 مدنيا على الأقل في 13 قرية في طريق يمتد على مسافة 21 كيلومترا في إقليم شمال كيفو ما بين 30 يوليو والثاني من أغسطس2010، مع إغلاقهم الطريق ومنع اهالي تلك القرى من الاتصال بالعالم الخارجي. وأكد الأعضاء في البيان الصحفي، الذي قرأه السفير الروسي ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي "فيتالي تشوركين" على الأهمية القصوى لأن تواصل الحكومة جهودها لمحاربة الإفلات من العقاب. ورحب الأعضاء بقرار الأمين العام بإيفاد "أتول كاري" القائم بأعمال وكيل إدارة عمليات حفظ السلام إلى الكونغو، للتشاور مع السلطات وبعثة الأممالمتحدة هناك للتحقق من الملابسات المحيطة بالحادثة لتقييم الوضع من أجل ضمان توفير حماية أفضل للمدنيين. كما رحب أعضاء المجلس بقرار الأمين بأن تقوم ممثلته الخاصة المعنية بالعنف الجنسي خلال الصراعات "مارغوت والستروم" بتنسيق استجابة الأممالمتحدة ومتابعة الحادثة، وطالبوا باتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع وقوع مثل هذه الفظائع مستقبلا. ويذكر ان قوة الأممالمتحدة العاملة في المنطقة المضطربة عند الحدود ما بين الكونغو الديمقراطية ورواندا قد اكدت قيام مجموعات مسلحة متمردة باقتحام عدد من القرى وتنفيذ عمليات اغتصاب جماعية طالت أكثر من 150 امرأة، بمقاطعة "كيفو الشمالية." ويتكون تنظيم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا من عرقية الهوتو التي انخرط عدد كبير من أفرادها في مجازر الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994 ضد أقلية التوتسي. وذكرت جمعيات طبية محلية أن عمليات الاغتصاب لم تتم بشكل سريع وخاطف كما يتصور البعض، بل قام المسلحون باقتحام القرى والسيطرة عليها لأيام، وتناوبوا على اغتصاب الفتيات بشكل متكرر. وقالت الجمعيات إن المسلحين كانوا يصلون إلى القرى بمجموعات صغيرة، ويطلبون من سكانها عدم مغادرتها بحجة أنهم لا يرغبون بإلحاق الأذى بهم، بل الاكتفاء بالبحث عن الطعام، ومع حلول الليل تبدأ عمليات الاغتصاب الجماعي بعد وصول مجموعات مسلحة أخرى تحاصر القرية. وأوردت الجمعيات، وبينها "انترناشونال مديكال كورب" شهادات مروعة لبعض الضحايا، بينها أن المغتصبين كانوا يهاجمون المنازل بمعدل ستة رجال لكل بيت، ويقومون باغتصاب النساء بشكل متتابع، وفي بعض الأحيان أمام ناظري أطفالهن وأزواجهن. يشار إلى أن "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" تنشط في المنطقة الحدودية بين رواندا والكونغو، ورغم أن نشاطها موجه في الأساس نحو الأراضي الرواندية، إلا أنها اشتبكت أكثر من مرة مع الجيش الكونغولي.