دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة، 20 أغسطس 2010، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الى استئناف المحادثات المباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر ايلول بهدف التوصل الى اتفاق سلام في غضون عام. وقالت كلينتون في بيان "كانت هناك صعوبات في الماضي.. وستكون هناك صعوبات أمامنا. أطالب الطرفين بالمثابرة ومواصلة المضي قدما حتى في الاوقات الصعبة ومواصلة العمل لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة." ويأتي اعلان كلينتون تتويجا لشهور من الدبلوماسية المضنية لمبعوث السلام الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل الذي قام بجولات مكوكية بين الجانبين املا في اقناعهما بالعودة الى المفاوضات التي توقفت عام 2008. وسيكون الهدف النهائي للمحادثات هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية قابلة للبقاء تعيش جنبا الى جنب في سلام مع اسرائيل. وقالت كلينتون ان المحادثات يجب ان تجرى دون شروط مسبقة وتتناول جميع ما يسمى بقضايا الوضع النهائي التي تشمل حدود دولة فلسطينية في المستقبل والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس. وجاء بيان كلينتون في الوقت الذي أصدرت فيه اللجنة الرباعية لعملية السلام بالشرق الاوسط والتي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي دعوتها الخاصة للجانبين لاستئناف المحادثات. ورحب نتنياهو بدعوة كلينتون. وجاء رد الفلسطينيين ايجابيا على بيان الرباعية لكنهم لم يبدوا أي تعليق فوري على عرض كلينتون الذي يعد أحدث محاولة من الولاياتالمتحدة للتوصل الى اتفاق سلام راوغ المفاوضين لما يقرب من عقدين. وأضافت كلينتون ان الرئيس الامريكي باراك اوباما وجه الدعوة ايضا الى عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك لحضور قمة واشنطن "نظرا لدورهما الحيوي في الجهود". وقالت ان اوباما يأمل في عقد اجتماعات ثنائية مع الزعماء الاربعة في الاول من سبتمبر ايلول وانها وجهت الدعوة لنتنياهو وعباس للاجتماع معها في الثاني من سبتمبر ايلول للاعلان رسميا عن بدء المفاوضات المباشرة. وقالت كلينتون "في الوقت الذي نتحرك فيه للامام فان من المهم ان تساعد الافعال من جميع الاطراف في دفع جهودنا وليس اعاقتها." وقال ميتشل انه يجرى حاليا مناقشة توقيت ومكان الاجتماعات اللاحقة لكن من المتوقع ان يجرى بعضها في المنطقة. وقال ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لن يكون لها أي دور في المحادثات. وقال ميتشل ان الولاياتالمتحدة ملتزمة بمطالبتها السابقة لاسرائيل بالتوقف عن بناء مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة. ومن المقرر ان ينتهي القرار الذي اتخذته اسرائيل بوقف مثل هذه الانشطة الاستيطانية في اواخر سبتمبر ايلول. وقال ميتشل دون الاشارة الى ما اذا كانت حكومة نتنياهو وافقت على تمديد تجميد البناء الاستيطاني "نتوقع ان يسهم الجانبان في تهيئة اجواء تفضي الى مفاوضات." وأوضح ان الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم "مقترحات للتقريب" بين الجانبين كلما دعت الضرورة خلال المفاوضات لكن الامر يعود في نهاية المطاف الى المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين للتوصل الى اتفاق. وقال ميتشل "لا نتوقع ان تتلاشى جميع الخلافات عندما تبدأ المحادثات . في واقع الامر نتوقع ان يتم عرضها ومناقشتها..ولن تحل الخلافات على الفور" مضيفا ان التوصل الى اتفاق سلام نهائي سيكون في مصلحة الجميع. وتابع "ولذلك سنواصل السعي وراء تحقيق ذلك الهدف بصبر ومثابرة وعزم".