برزت نشاطات البسطات العشوائية في محافظة جدة مع بدء شهر رمضان بشكل لافت، بعد خمول دام باقي أشهر العام، فيكاد الشهر الفضيل يكون حكرا يجمع كل مخالفات الموسم. وتبيع تلك البسطات المأكولات الشعبية دون أن تراعي أدنى المواصفات الصحية، في ظل عدم اكتراث أمانة جدة بذلك، رغم تحذيراتها الصادرة من مركزها الإعلامي قبل بداية الشهر الكريم من كل عام، التي اعتاد عليها البائعون في البسطات العشوائية. وفي جولة ل (عناوين) على تلك البسطات أكد أحد البائعين فيها أن تحذيرات الأمانة "ما هي إلا (كلام جرائد)"، وتم رصد مجموعة من البسطات العشوائية تبعد عن مقر بلدية أم السلم 2 كيلو متر فقط، ورصدنا عديدا من المشاهد وقمنا بتوثيق بعضها بكاميرا الفيديو. وخلال جولتنا التقينا بأبو يحيى (60 عاما) وقال: "لي ما يقارب 14 عاما وأنا أعمل بائعا على البسطة، وتنقلت بين عديد من المواقع إلى أن استقر بي المقام في هذا الموقع منذ 5 أعوام". وأوضح لنا أنه في موسم رمضان يخصّص بعض غرف منزله المتواضع لتجهيز ما يبيعه على بسطته المتواضعة، ليسد جوعه وجوع أفراد أسرته من وراء ما يكسبه من تلك البسطة. وأضاف أبو يحيى أن زوجته هي من تعد الطعام عند كل فجر، لتنتهي منه قبيل أذان الظهر، ثم يقوم بعدها هو وأبناؤه بتوزيعه وبيعه. أما الشاب يحيى (22 عاما) فقد بدأ كلامه منفعلا قائلا: "إن البلدية هي السبب في كل ما ترونه"، سألته مستغربا لماذا؟ فأجاب: "إن البلدية وضعت تسعيرة عالية بمقدار 700 ريال كقيمة للحصول على تصريح"، أضاف "وظيفتي (سيكورتي)، فمن أين أجمع ذلك المبلغ إذا كان راتبي لا يتعدى 1500 ريال"، مشيرا إلى أن "مبلغ 200 ريال للبسطة سعر سيجبر كل البائعين على العمل تحت مظلة البلدية". أما سالم المولد فقال: "إننا نبدأ البيع ظهيرة كل يوم ونستمر إلى أذان المغرب"، وأكد أنهم لا يجدون أي مضايقات من البلدية، وقال: "إن مراقب البلدية متواجد في الموقع، وقبيل مغادرته يشتري ما يناسبه من هذه البسطات"، وعما تنشره الجرائد على صفحاها من تحذيرات أمانة جدة بشأن تلك البسطات، أكد نجم السلمي أنه "كلام جرائد". الانتشار الكبير للبسطات الرمضانية أثار مخاوف كثير من المواطنين في ظل الانتشار الكبير لكثير من الأوبئة في مدينة جدة، ابتداء من الضنك وحمى الخرمة، مطالبين بضرورة ضم تلك البسطات تحت مظلة البلدية.