ألغى الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري، سفر ثمانية دعاة وخمسة من قراء القرآن الكريم إلى القدسالمحتلة بتأشيرات إسرائيلية، بعد ضغوط شديدة مارسها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وذكرت مصادر في مشيخة الأزهر، الأحد 15 أغسطس 2010، أن الدكتور الطيب جدّد خطورة التطبيع مع إسرائيل، خاصة في قطاع الشؤون الدينية، وقام بتوجيه رسالة صارمة عبر أحد مساعديه، إلى الدكتور زقزوق تطالبه بالتراجع عن هذه الخطوة. وأثار موقف شيخ الأزهر ارتياحا في الأوساط السياسية المصرية، واعتبرت في تصريحات ل (عناوين) أنه بمثابة إعادة قوية لهيبة الأزهر الشريف. وقال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: إن هذا الموقف من جانب شيخ الأزهر سيكون له تأثير واسع وسيحدّ من الاندفاع في مسألة التطبيع مع المحتلين، نظرا لما يتمتع به الأزهر من مكانة في نفوس المصريين والمسلمين. وأضاف أن الدكتور الطيب ترجم أقواله إلى أفعال، فقد صرّح عقب توليه المشيخة بعدة أيام أنه لن يستقبل الحاخامات ولن يصافح رئيس إسرائيل شيمون بيريز، ولا أن يتواجد معه في مكان واحد. وكانت إدارة العلاقات الخارجية في الوزارة قد بدأت بالفعل إنهاء إجراءات السفر للمجموعة، حيث قامت بحجز 13 تأشيرة لثمانية دعاة وخمسة قراء للقرآن الكريم لإحياء ليالي رمضان الكريم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وتجنبا للنقد والهجوم الشديد من قبل المعارضين لسفر الدعاة المصريين لفلسطين بتأشيرة إسرائيلية، قرّرت وزارة الأوقاف أن يتم الحجز عن طريق السفارة الأردنية في القاهرة وليس السفارة الإسرائيلية، على أن يسافر الدعاة المصريون إلى الأردن، ثم يدخلوا إلى فلسطينالمحتلة. ورغم الإصرار الشديد من وزير الأوقاف على إرسال الدعاة والأئمة إلى فلسطينالمحتلة وإبلاغ الوزارة الدعاة والقراء بموعد السفر؛ إلا أن إدارة العلاقات الخارجية في الوزارة فاجأتهم بالاعتذار المفاجئ، حيث تم إبلاغهم في بداية الأمر بتأجيل السفر لأجل غير محدد، قبل أن يتم إبلاغهم بقرار إلغاء السفر بشكل نهائي. يُذكر أن الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، طالب بعدم زيارة القدس أو الصلاة في المسجد الأقصى، على اعتبار أن هذه المناطق محتلة والزيارة ستصبح عملا تطبيعيا، وأضاف أن المسلم الحريص على القدس عليه أن يعمل على تحريرها لا على تكريس الاحتلال.