نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 10 أغسطس مقالاً حول قطع أثرية سعودية تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام. وقالت الصحيفة إنّ القطع تلك موجودة حالياً في متحف اللوفر بفرنسا بمعرض خاص يستمر حتى 27 سبتمبر 2010. ويأتي كاتبُ المقال على ذكر مجسم رجل محفور على لوحة حجرية. وينقل عن رئيس قسم التحف الشرقية العائدة للعصور القديمة في اللوفر، بياتريس أندريه سالفيني، أن لا شيء تقريباً نعرفه عن "رجل المعاناة" المحفور على القطعة الحجرية، إلا أنّه خاضع لألم عظيم، وأنّه يعود للألفية الرابعة قبل الميلاد، ووُجد قرب حائل، شمالي السعودية، فضلاً عن أنّه لم يُعرَض على الملأ من قبل. وتقول الصحيفة أنّ هذا الأمر على ثلثي التحف السعودية المعروضة في اللوفر، وعددها 320. فالتاريخ "الرسمي" للبلد بدأ في القرن السابع الميلادي، وذلك مع قدوم الإسلام. و "رجل المعاناة"، بالإضافة إلى قطعتين مماثلتين، نُظر إليها على أنها تمثل للأوثان التي دمّرها الرسول. وبدأت التبادلات الثقافية بين فرنسا والسعودية عندما زار الرئيس شيراك المملكة عام 2004. وينقل الكاتب عن رئيس قسم التحف الشرقية في اللوفر قوله، إنّ تلك التبادلات كانت نتيجة تفاهم بين هنري لويريتيه، مدير متحف اللوفر وبين الأمير سلطان بن سلمان، الذي يرأس هيئة السياحة والآثار. وقد وقّعوا اتفاقية الشراكة في عام 2005، وذلك حين تبرّع الأمير الوليد بن طلال بمبلغ 23 مليون دولار لقسم الفن الإسلامي في اللوفر. وتبع ذلك معرض في المتحف الوطني بالرياض في 2006، عُرضت فيه 150 قطعة فنية منتقاة من قسم الفن الإسلامي في اللوفر. وقام اللوفر بتنظيف وترميم جميع التحف الفنية التي استعارتها فرنسا من السعودية. ومن ضمنها 3 تماثيل ضخمة من الحجر الرملي الأحمر المصقول، ارتفاعها متران ونصف، وتلبس إحداها خُفّاً من خشب الصندل، وهي من القطع التي استعادت مجدها السابق. وأحد التماثيل يرتدي مئزراً وغطاء رأس ينتمي للطراز المصري. وهو أكثر التماثيل أناقةً، ويُعتقد أنه لِمَلك ينتمي إلى السلالة اللحيانية، التي حكمت قبل 3 أو 4 قرون. واستُعيدت التماثيل مؤخراً بعد زلزال ضرب مدينة ذيبان القديمة، قرب العلا. وفي أبريل الماضي، قام وفد من اللوفر بالزيارة الأخيرة للسعودية، للوقوف على أكثر المواقع إثارة ووضعها على القائمة النهائية في المعرض. فوجدا بمدينة تيما، واحةً محاطةً بتحصينات تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، كما وجدا أيضاً عدة لوحات حجرية رائعة، تحوي كتابات باللغة المسمارية. واحدة منها عليها تمثال نابونيدوس، آخر ملوك مملكة بابليون الجديدة، يرتدي فيها غطاء الرأس وصولجانه. وأمضى الملك المذكور 10 سنوات في تيما. والكثير مما عُرض هناك كُرّس لآثار العصور القديمة، ولكن كان هناك أيضاً تركيز على العصر الإسلاميّ: قوافل الحج التي كانت تسلك طرق التجارة القديمة إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة. غير أنّ الأكثر إثارة في المعرض، كان باباً عتيقاً للكعبة، صُنع من الفضة المزركشة بالنقوش الذهبية. وهو كان هديةً من السلطان العثماني، لحراسة الحرم المكيّ لنحو ثلاثة قرون.