اتهم القضاء العسكري اللبناني، الثلاثاء 10 أغسطس 2010، عميدا متقاعدا في الجيش اللبناني بالتعامل مع إسرائيل وتقديم معلومات لاستخباراتها عن قوى سياسية لبنانية، بينها حزب الله. وأفاد مصدر قضائي لوكالة (فرانس برس)، بأن مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر "ادعى على العميد المتقاعد فايز كرم بجرم التعامل مع مخابرات العدو ودس الدسائس لديه، والاجتماع بضباطه في الخارج، ومتابعة التواصل معهم هاتفيا". وأضاف أن القاضي ادعى على كرم أيضا "بجرم تزويد العدو بمعلومات عن حزب التيار الوطني الحر (الذي ينتمي إليه كرم) وحزب الله (المتحالف مع التيار المسيحي) وأحزاب أخرى، وتزويده بمعلومات عما كان يدور في اللقاءات بين قادة وكوادر التيار الوطني الحر وحزب الله". وذكر المصدر القضائي أن كرم كان يتلقى "مبالغ مالية" لقاء ذلك، وادعى القاضي في الجريمة ذاتها أيضا "على الفار من وجه العدالة إلياس كرم وكل من يظهره التحقيق على علاقة بالقضية". وأوضح المصدر القضائي أن إلياس كرم هو الشخص الذي "عرّف فايز كرم على الضباط الإسرائيليين خلال تواجدهما معا في باريس"، وأحال القاضي صقر الملف إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا. ويواجه المدعى عليهما عقوبة الإعدام، وأوقفت السلطات اللبنانية فايز كرم قبل نحو أسبوع، وتسلم النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، الإثنين 9 أغسطس، ملف التحقيق الأولي معه من فرع شعبة المعلومات التابعة لوزارة الداخلية، قبل أن يدرس الملف ويحيله إلى القاضي صقر. وقاد كرم، الذي ترشح في الانتخابات النيابية عام 2009 قبل أن يعود ويسحب ترشيحه، شعبة مكافحة الإرهاب والتجسس في مديرية مخابرات الجيش خلال الثمانينيات، وغادر بيروت إلى فرنسا نهاية الحرب الأهلية، وعاد إليها عام 2005 بعد انسحاب القوات السورية من لبنان إثر اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ويعدّ فايز كرم أحد كوادر التيار الوطني الحر بقيادة الزعيم المسيحي ميشال عون المتحالف مع حزب الله، وهو أول شخصية سياسية تطالها الحملة الأمنية التي أوقف في إطارها منذ 2009 أكثر من مئة شخص بتهمة التعامل مع إسرائيل.