وافق مجمع البحوث الإسلامية, الذي يعد أعلى هيئة علمية تابعة للأزهر الشريف في مصر, على اعادة طبع كتاب (حياة الصحابة) من تأليف محمد يوسف الكاندهلوي، المولود بالهند وهو من رموز جماعة التبليغ والدعوة. والكتاب مكون من 3 أجزاء كتب عليها طبعة مصححة ومخرجة الأحاديث روجعت وقوبلت على عدة نسخ بتحقيق من محمد سيد وعلي العلاف، بترخيص ورقم ايداع 20109. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة (جريدتى) المصرية , السبت 31 يوليو 2010 , فان الكتاب يسيء الى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يتهمه بالزواج بالسيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، لحظة سكر أبيها، الذي لم يكن موافقا على الزواج. وأوضحت الصحيفة أنه في الجزء الثاني من الكتاب الذي جاء تحت عنوان (هدي النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه في النكاح) زعم المؤلف في قصة زواج النبي من السيدة خديجة رضي الله عنها انه تزوجها بعد أن دست لأبيها مخدرا ليوافق على الزواج. كما تضمن الكتاب العديد من الاساءات بحق الصحابة، حيث زعم على لسان بعضهم قدرتهم على الخلود وعلو مكانتهم وتكبرهم في بعض الاوقات وحرصهم على سفك الدماء. من جانبه، ابدى وكيل الازهر السابق الشيخ عبد الفتاح علام , استغرابه مما جاء في الكتاب, مؤكدا ان الروايتين اللذين تضمنهما الكتاب في قصة زواج الرسول بالسيدة خديجة هما محض افتراء وإساءة للرسول الكريم , مطالبا بمصادرة الكتاب فورا والتحقيق مع ناشريه. يشار إلى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني يرحمه الله سئل عن كتاب (حياة الصحابة) الكاندهلوي، فأجاب في شريط له بعنوان (نقد كتاب حياة الصحابة لجماعة التبليغ) من سلسة الهدى والنور برقم (524 /1) فقال: "كتاب الصحابة هو دليل لما نقول نحن، الذي ألف هذا الكتاب ليس فرداً من أفراد جماعة التبليغ، بل هو رأس إن لم يكن من رؤوسهم فهو رأس الرؤوس ، ألف هذا الكتاب والجماعة ينطلقون على هداه ، ولكن هذا الكتاب جمع ما هبَّ ودبَّ ، أي لم يخصص هذا الكتاب بأن يذكر فيه ما صح أولاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ككلام غيره من الناس ولو كانوا أولياء وصالحين". وأضاف "ثانياً ذكر روايات كثيرة عن الصحابة رضي الله عنهم فيها أيضاً من باب أولى ؛ إذا كان في الأحاديث التي نسبها للرسول فيها أشياء لا تصح نسبتها إلى الرسول عند من ؟ عند أهل العلم بطريق معرفة الحديث ومعرفة الأسانيد وتراجم رجال الأسانيد ونحو ذلك ، فمن باب أولى أن يذكر في هذا الكتاب روايات كثيرة وكثيرة جداً عن الصحابة من أقوالهم ، من أفعالهم ، من منهجهم ، من سلوكهم وكثير منها لا يصح ، ويعجبني في هذه المناسبة قول لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وهذا من نفيس كلامه ، ودقيق منهجه العلمي ، حيث قال ما معناه (أن على كل باحث أن يتثبت في كل ما يرويه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يتثبت فيما يرويه عن الله ورسوله)". وأكد أن هذا الكتاب "لا ينبغي الاعتماد عليه (أي الكتاب) إلا بشيء من التحفظ".