رفضت دار الإفتاء المصرية رأي بعض العلماء أن أبوي الرسول محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - من المشركين، وسيدخلان النار. وذكرت الدار في بيان بثته على موقعها الإلكتروني الأحد 11 يوليو 2010 , أن "أبوي الرسول ناجيان وليسا من أهل النار، لافتة إلى أنهما من أهل (الفَترة) وهي الفترة التي تقع بين رسولين لأنهما ماتا قبل بعثة الرسول، ولا تعذيب قبل هذه الفترة". وأضافت:" أن مَن مات ولم تبلغه الدعوة يمت ناجياً، لتأخر زمانه وبُعده عن زمان آخر الأنبياء قبل النبي محمد، وهو سيدنا عيسى - عليه السلام -، ولإطباق الجهل في عصره"، مشيرة إلى أنه لم يبلغ أحد دعوة نبي من أنبياء الله إلا عدد قليل في أقطار الأرض، كما ورد في النص القراني "وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير" فلا تكون الحجة علي الخلق إلا بإرسال الرسل. وقال البيان ووفقا لموقع (أخبار مصر) إن أهل الفترة يمتحنون على الصراط فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا كانت النار. واستدلت دار الافتاء المصرية على عتق أبوي الرسول بتفسير الطبري لقوله تعالى: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» وأن رضا الرسول، بحسب هذا التفسير، ألا يدخل أحد من أهل بيته النار، كما أكدت أن أبوي الرسول لم يثبت عنهما شرك. وقد فندت المزاعم حول هذا الموضوع حيث يرجع قول المتشككين إلي حديثَي آحاد الأول "إن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي". والحديث الثاني "أن رجلا قال لرسول الله أين أبي؟ قال: في النار.. فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار". وأوضح أن الحديث الأول ليس فيه تصريح بأن أم الرسول - عليه الصلاة والسلام - في النار وإلا ما كان أَذن الله - عز وجل - له عليه الصلاة و السلام، بأن يزور قبرها فلا يجوز زيارة قبور المشركين وبرّهم. أما بالنسبة للحديث الثاني فيمكن حمله علي أنه كان يقصد به عم الرسول - عليه الصلاة والسلام - وليس أباه، فإن أبا طالب مات بعد البعثة ولم يعلن إسلامه، كما أن العرب آنذاك كانوا يطلقون الأب علي العم. أما إذا رفض المخالف ذلك التأويل، وأراد الاستمساك بظاهر النص في الحديث الثاني، فذلك يجعلنا نرد الحديثين من الأساس لتعارضهما مع النص الصريح، كما أن الله نهانا صراحة عن أذية الرسول - صلي الله عليه وسلم.