أحرزت إسبانيا لقب كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها بالفوز في المباراة النهائية على هولندا بهدف مقابل لا شيء على استاد سوكر سيتي في جوهانسبرج بعد وقت إضافي يوم الأحد. وجاء هدف المباراة الوحيد بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء لأندريس أنيستا الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة في الدقيقة 116. وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل دون أهداف ولجأ الفريقان إلى وقت إضافي قبل أن يحسم أنيستا فوز بلاده باللقب بعدما تلقى تمريرة من حدود منطقة الجزاء من زميله البديل سيسك فابريجاس. وأنهى منتخب هولندا - الذي تلقى خسارته الأولى بعد فوزه في آخر 14 مباراة رسمية على التوالي- المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد المدافع جون هيتينجا بسبب حصوله على البطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 109. وهذه هي ثالث مرة يخسر فيها منتخب هولندا المباراة النهائية لكأس العالم بعد عامي 1974 و1978 بينما جمع المنتخب الإسباني بين بطولتي أوروبا والعالم وأصبح أول فريق يحرز اللقب بعد خسارته في مباراته الأولى بالمسابقة. وكان بوسع هولندا أن تحرز أكثر من هدف عن طريق أرين روبن لكن تألق الحارس إيكر كاسياس قائد إسبانيا حال دون ذلك. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وسط هجمات خطيرة نادرة وتدخلات عنيفة أسفرت عن خمسة إنذارات في أول نصف ساعة لكن الوضع تغير في الشوط الثاني والوقت الإضافي الذي شهد أكثر من فرصة خطيرة للفريقين وهدف اللقاء الوحيد. وفي الوقت الإضافي انفرد فابريجاس بمرمى هولندا بعدما تلقى كرة بينية من أنيستا لكنه سدد كرة قوية اصطدمت بقدم الحارس مارتن ستيكلنبرج مهدراً فرصة من مدى قريب في الدقيقة 95. وبعد خمس دقائق توغل أنيستا لكنه حاول المراوغة بدلا من التمرير لزميله ديفيد بيا ليتدخل جيوفاني فان برونكهورست قائد هولندا في آخر مبارياته قبل الاعتزال، ويخطف الكرة ثم يسددها لتصطدم بقدم بيا وتخرج لركلة مرمى. وتلقى البديل خيسوس نافاس كرة من بيا ناحية اليمين وسدد كرة قوية اصطدمت بدفاع هولندا ومرت بجوار العارضة بمسافة صغيرة للغاية. وشهد الشوط الثاني أيضا فرصا عديدة للمنتخبين. ومرر المتألق ويسلي سنايدر كرة بينية متقنة لزميله روبن جعلته ينفرد بمرمى إسبانيا، لكنه سدد كرة اصطدمت بقدم الحارس كاسياس وخرجت إلى ركنية ركنية في الدقيقة 62. وبعد أقل من عشر دقائق توغل الجناح الإسباني نافاس الذي لعب بدلا من بيدرو ومرر كرة عرضية وصلت في النهاية لبيا الذي سدد كرة كادت تدخل المرمى لولا اصطدامها بالمدافع هيتينجا في اللحظة الأخيرة وخروجها لركلة ركنية. ونفذ تشابي ركلة ركنية ارتقى لها سيرجيو راموس الذي أهدر فرصتين في الشوط الأول ووضع الكرة برأسه من مدى قريب علت المرمى في الدقيقة 77. وتلقى روبن كرة بينية أخرى وتمكن بفضل سرعته من اللحاق بالكرة قبل المدافع الإسباني كارليس بويول صاحب هدف فوز بلاده على ألمانيا في قبل نهائي كأس العالم وحاول ترويض الكرة لنفسه لكن الحارس كاسياس خرج سريعا وتصدى للكرة. وجاءت التشكيلة الأساسية للمنتخبين دون مفاجآت إذ فضل فيسنتي ديل بوسكي مدرب إسبانيا مواصلة الاعتماد على بيدرو بدلا من فرناندو توريس، فيما أعاد بيرت فان مارفيك مدرب هولندا الثنائي جريجوري فان دير فيل ونايجل دي يونج للتشكيلة الأساسية بعد انتهاء إيقافهما. وبدأ منتخب إسبانيا بطل أوروبا المباراة بسيطرة على الكرة في وسط الملعب بفضل أسلوبه الشهير في التمريرات السريعة القصيرة وكاد يسجل هدفين في أول ربع ساعة عن طريق الظهير الأيمن راموس. ونفذ تشابي لاعب وسط إسبانيا ركلة حرة انقض عليها راموس بضربة رأس كانت في طريقها للمرمى لولا تدخل في الوقت المناسب من الحارس ستيكلنبرج الذي رد الكرة ووصلت الى المدافع جيرار بيكي، لكن الدفاع الهولندي وحارسه أبطلا خطورة الكرة سريعا في الدقيقة الخامسة. وبعد نحو خمس دقائق أخرى راوغ راموس منافسه ديرك كاوت من ناحية اليمين وتوغل داخل منطقة جزاء هولندا وسدد كرة قوية كادت تدخل المرمى لولا أن أبعدها المدافع هيتينجا في الوقت المناسب. وبعد أكثر من دقيقة واحدة بقليل تلقى المهاجم الاسباني بيا كرة عرضية وقابل الكرة بشكل مباشر بتسديدة قوية بقدمه اليسرى مرت بجوار العارضة وهزت الشباك من الخارج. وتمكن منتخب هولندا من إيقاف السيطرة الكبيرة لإسبانيا بمرور الدقائق بفضل تقارب المساحات بين خطوطه والاعتماد على مصيدة التسلل. وبدأ منتخب هولندا مبادلة إسبانيا الهجمات وسنحت للفريق فرصة خطيرة من ركلة ركنية وصلت للمدافع يوريس ماتيسن داخل منطقة الجزاء، لكنه فشل في توجيه الكرة نحو مرمى الحارس إيكر كاسياس مهدراً الكرة من مدى قريب. وفي اللحظات الأخيرة من الشوط الأول تلقى روبن كرة ناحية اليمين وروضها لنفسه ثم سدّد كرة قوية حوّلها كاسياس بصعوبة لركلة ركنية. وسنحت فرصة لإسبانيا في بداية الشوط الثاني مشابهة لكرة ماتيسن، اذ وجد الظهير الأيسر خوان كابدفيلا نفسه قريبا من مرمى هولندا بعد ركلة ركنية لفريقه، لكنه فشل في توجيه الكرة نحو مرمى الحارس ستيكلنبرج مهدراً الكرة من مدى قريب.