قدمت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض، هيلين توماس، استقالتها وبأثر فوري، بعد أن اثارت ضجة عنيفة أثارتها بدعوتها لليهود بمغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا، وفق ما أعلنت مؤسسة (هيرست" الإعلامية). وذكرت ال ( سي ان ان ) الثلاثاء 8 يونيو 2010 أن توماس، 89 عاماً، عميدة الصحفيين بالبيت الأبيض ومن أقدم العاملين بالمقر الرئاسي، الذي بدأت العمل به خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق، جون أف كينيدي، في حقبة الستينيات، وهي من كتاب الأعمدة في شبكة (هارست). وأثارت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض عاصفة في الولاياتالمتحدة، بعد أن صرحت بأنه "على اليهود أن ينصرفوا من فلسطين والعودة من حيث قدموا"، غير أنها أوضحت فيما بعد تصريحاتها وقالت إنها مؤيدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وجاء تصريح توماس، وهي لبنانية الأصل، رداً على سؤال من الحاخام ديفيد نيسينوف جاء فيه "هل من تعليق على إسرائيل؟" وأجابت بالقول: "بحق الجحيم ليخرجوا من فلسطين". وسأل مجدداً بالقول: "هل من تعليق أفضل على إسرائيل؟" وأجابت: "تذكر.. هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم.. فهذه ليست ألمانيا ولا بولندا"، ولدى سؤالها "إلى أين سيذهب اليهود؟" أجابت "ليعودوا إلى وطنهم إلى بولندا وألمانيا، إلى الولاياتالمتحدة، إلى أي مكان آخر". وقدمت توماس الأحد اعتذاراً عن تصريحاتها، إلا أن الاعتذار لم يكن بكاف ليسكت الانتقادات العنيفة لها والمطالبة إما بإقالتها أو وقفها عن العمل في مؤسسة (هيرست). ورفض الحاخام اعتذار توماس مطالباً إياها بتقديم اعتذار إلى الجالية اليهودية بأكاملها. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض أقوال توماس وعبر عن استنكار الإدارة لمثل هذه التصريحات، كما أصدر مجلس رابطة مراسلي البيت الأبيض بياناً أدان فيه تصريحاتها، كما شجبت مجموعة مراسلي البيت الأبيض، توماس واصفة تصريحها بأنه "لا يمكن تبريره". وكانت توماس، وحتى قبل استقالتها، تأتي يوميا إلى البيت الأبيض، وتجلس بشكل تقليدي في الصف الأول خلال الإدلاء بالبيانات الصحفية اليومية، تحظى باحترام كبير من قبل زملائها ومن قبل طاقم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي احتفل في أغسطس/آب الماضي بعيد مولودها الذي تصادف مع عيد ميلاده ال48.