سقط ما يزيد على 40 قتيلاً وأكثر من 400 جريح في مواجهات اندلعت بالعاصمة القرغيزية (بشكك)، وفق ما أكد مسؤولون في وزارة الصحة لشبكة (CNN) الأربعاء 7 أبريل 2010، وسط أنباء أفادت بأن الرئيس قرمان بيك باقييف، غادر البلاد، إلى "جهة غير معلومة." كما أفادت التقارير، التي تناقلتها وكالات الأنباء الرسمية في روسيا، بأن رئيس حكومة الجمهورية السوفيتية السابقة، دانيار أوسينوف، قدم استقالته في أعقاب المواجهات الدامية التي اندلعت بين القوات الحكومية وأنصار المعارضة، الذين سيطروا على عدد من المباني الحكومية، من بينها البرلمان والتلفزيون الرسمي. ونقلت وكالة (نوفوستي) الروسية للأنباء عن تيمير سارييف، أحد قادة المعارضة، قوله: "لقد دخلنا مبنى الحكومة لاجراء مفاوضات، فوقع رئيس الوزراء أوسينوف بيان استقالة الحكومة"، كما أشار الى أن الرئيس باقييف خرج من مقره إلى جهة غير معلومة، وأنه غير موجود حالياً في العاصمة بشكيك. وفيما أكد سارييف، بحسب الوكالة الروسية، أن المعارضة القرغيزية شكلت حكومة "ثقة وطنية"، برئاسة وزيرة الخارجية السابقة روزا أوتونبايفا، لم يمكن لCNN التأكد بصورة مستقلة من صحة هذه الأنباء. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بي جي كراولي، إن واشنطن لم يمكنها تأكيد الأنباء التي أفادت ب"إسقاط" الحكومة القرغيزية أو مغادرة الرئيس للبلاد، قائلاً إنه لم تتوافر أية مؤشرات تدعم تلك الأنباء، كما أن السفارة الأمريكية في بشكيك تواصل عملها كالمعتاد. وكانت السلطات القرغيزية قد أعلنت حالة الطوارئ في وقت سابق الأربعاء، في أعقاب تفجر المواجهات بين قوات الأمن والمعارضة، التي تطالب باستقالة الرئيس باقييف، وإقالة الحكومة والبرلمان، وإطلاق سراح عدد من قادة المعارضة الذين تحتجزهم السلطات الأمنية. ونقلت وكالة (إنترفاكس) الروسية للأنباء عن شهود عيان في بشكيك قولهم إن مئات من المتظاهرين تمكنوا من اقتحام مبنى البرلمان، واحتلوا الطابق الثاني من المبنى، وسط تقارير تفيد باشتعال النيران في مبنى آخر تابع للحكومة. كما ذكرت (نوفوستي) أن الرئيس القرغيزي وقع في وقت سابق من اليوم الأربعاء مرسوماً رئاسياً يقضي بحظر التجول في كافة أنحاء الجمهورية السوفيتية السابقة، مشيرة إلى أن الرئيس أرسل القرار إلى البرلمان للمصادقة عليه. وأحاط المتظاهرون في العاصمة بشكيك بمبنى الحكومة، فيما لجأت عناصر حفظ النظام إلى وسائل خاصة لإبعادهم، دون نجاح، حيث تستمر عودة المتظاهرين من جديد. وتشير الأنباء إلى أن الساحة الرئيسية أمام مبنى الحكومة القرغيزية، يحتشد فيها آلاف المتظاهرين، وتسمع من حين لآخر أصوات أعيرة نارية في المكان، وهتافات المحتجين. وذكرت النائب في البرلمان القرغيزي عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض، أيرينا كراموشكينا، أمام الصحفيين، أن التظاهرة في بيشكيك تجري دون توجيه، لأن كافة قادة المعارضة محرومون من هذه الإمكانية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي." وقالت إنه "لا يوجه المشاركين في التظاهرة العفوية في بشكيك في الوقت الحاضر أي فرد، لأن كافة قادة المعارضة إما تحت الإقامة الجبرية، وإما محتجزون في سجون التوقيف لدى أجهزة أمن الدولة." وأعلنت أن مطالب المتظاهرين تتلخص في إطلاق سراح قادة المعارضة من سجون أمن الدولة، حيث يرزحون الآن. وكانت قوات الأمن قد بدأت بتفريق المتظاهرين من أنصار المعارضة الذين احتشدوا عند مبنى الحكومة القرغيزية في وسط بيشكيك، فيما وصل حشد من المتظاهرين إلى وسط العاصمة، بعدما استولوا على عدد من سيارات الشرطة. يذكر أن رئيس الوزراء أوسينوف، وصف نشاط المعارضة في مدينة "تالاس"، التي كانت الشرارة الأولى لانطلاق الاحتجاجات، في مؤتمر صحفي في بشكيك صباح الأربعاء، بأنها "خيانة عظمى." وكان المشاركون في حفل خطابي أقامته المعارضة الثلاثاء، قد قاموا بالاستيلاء على مبنى إدارة مقاطعة تالاس، وبعثت السلطات بتعزيزات من الشرطة، وأعلنت وزارة الداخلية سيطرتها على الوضع في مركز المقاطعة، إلا أن شهود عيان في وقت لاحق أكدوا أن أنصار المعارضة عاودوا الاستيلاء على المبنى من جديد.