قتل وزير الداخلية القرغيزي مولود موسى كونغانتييف في تالاس شمال غرب البلاد، على ما أعلن مصدر في الوزارة لفرانس برس الاربعاء، بعدما افادت وسائل الاعلام المحلية في وقت سابق ان متظاهرين حاصروه وانهالوا عليه ضربا، فيما اعلن مسؤول بخدمات الطوارئ احتمال مقتل أكثر من 50 في المواجهات. من جهة اخرى سيطر مئات المتظاهرين من انصار المعارضة القرغيزية الاربعاء على مقر التلفزيون في بشكيك وتوقف بث جميع المحطات، على ما افاد صحافيو فرانس برس. وقال صحافي في فرانس برس ان مئات المتظاهرين اقتحموا مقر التلفزيون الوطني وسيطروا على المبنى بكامله. وروى مسؤول كبير في التلفزيون الرسمي لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "سيطر شبان معظمهم ثمل على مبنى التلفزيون فحطموا كل ما في داخله وسرقوا المعدات". وتوقف البث التلفزيوني فيما اعلنت الحكومة حال الطوارئ. وقال مراسل لرويترز ان حوالي 1000 شخص اقتحموا مكتب المدعي العام في بشكك. واندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمعارضين الاربعاء عند مشارف مقر الرئاسة في بشكيك الذي حاول الاف المتظاهرين اقتحامه وذكرمصدر في وزارة الصحة في وقت سابق انه قد قتل في المواجهات ما لا يقل عن 12 شخصا. كما دارت مواجهات في مدن اخرى من البلاد ولا سيما تالاس (شمال غرب) ونارين (وسط) وتوكموك (قرب بشكيك) حيث سيطر المعارضون على عدد من المباني الرسمية. من ناحيتها نقلت وسائل الاعلام المحلية ان المتظاهرين احتجزوا نائب رئيس الوزراء القرغيزي عقيل بك جبروف رهينة في مدينة تالاس (شمال غرب). واوردت وكالة الانباء القرغيزية "خبر" هذا النبأ نقلا عن مصدر حكومي لم تكشف عنه. ويطالب المتظاهرون باستقالة رئيس الدولة كرمان بك باكييف المتهم بالتسلط وقد استولى على السلطة في اذار/مارس 2005 اثر ثورة تخللتها اعمال عنف. وأعلنت نائب في البرلمان القرغيزي، عضو الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض ايرينا كراموشكينا، أن التظاهرة في بشكيك تجري من دون توجيه، لأن كافة قادة المعارضة قيد الإقامة الجبرية أو محتجزون. شرطة مكافحة الشغب القرغيزية يحاولون حماية أنفسهم خلال الاشتباكات مع المعارضة في بشكيك (أ ف ب) وقالت إنه "لا يوجه المشاركين في التظاهرة العفوية في بشكيك في الوقت الحاضر أي فرد، لأن كافة قادة المعارضة إما قيد الإقامة الجبرية، وإما محتجزين في السجون لدى أجهزة أمن الدولة". وأعلنت كراموشكينا أن مطالب المتظاهرين تتلخص في إطلاق سراح قادة المعارضة. الى ذلك، أعلن المتحدث باسم دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الدفاع الروسية فلاديمير دريك أن قيادة القاعدة الجوية الروسية "كانت" الموجودة بقرغيزيا اتخذت إجراءات تشديد لحراسة منشآتها والدفاع عنها. وقال المتحدث "أجريت في الوضع الراهن جملة من الفعاليات المتعارف عليها لتشديد حماية أهم منشآت القاعدة". ووصف رئيس الوزراء القرغيزي دانييار أوسينوف فعاليات المعارضة في مدينة تالاس بأنها خيانة عظمى. ودعت وزارة الخارجية الروسية السلطات القرغيزية والمعارضة إلى حل الخلافات بينهما من خلال الإجراءات الديمقراطية والسلمية، وعدم اللجوء إلى العنف وتجنب إراقة الدماء. كما حثت السفارة الأميركية في بشكيك أطراف النزاع على احترام القانون والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الموجدود حالياً في كازاخستان، عن قلقه إزاء الاضطرابات في قرغيزيا، ودعا الحكومة والمعارضة إلى ضبط النفس والحوار. وكانت الاشتباكات بين الشرطة القرغيزية والمتظاهرين تواصلت لليوم الثاني في قرغيزيا، واشتبك حوالي 200 محتج مع الشرطة في بيشكيك خارج مقرات المعارضة. وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن العديد من الصحافيين المحليين والأجانب شهدوا على الاشتباكات لأن المعارضة أعلنت عن نيتها عقد مؤتمر صحافي بعد الاشتباك بين الشرطة وناشطين في مدينة تالاس واعتقال العديد من قادة المعارضة أمس الثلاثاء. صورة تلفزيونية لمتظاهرة في قبضة الشرطة في مدينة بشكيك (رويترز)