أعلنت حالة الطوارئ في العاصمة القرغيزية اليوم الأربعاء، في ظل استمرار المواجهات بين الشرطة ومتظاهري المعارضة وسط المدينة، التي أفيد عن مقتل 6 أشخاص على الأقل خلالها، فيما شدَّدت قيادة القاعدة الجوية الروسية في قرغيزيا الحراسة على منشآتها. ونقلت وكالة "نوفوستي" عن متحدث باسم المكتب الصحافي لإدارة بشكيك، أنه تم إعلان حالة الطوارئ في العاصمة حيث تستمر المواجهات بين قوى حفظ النظام والمحتجين، وذكرت أن الرئيس القرغيزي كرمان بك باقييف وقع مرسوماً يقضي بفرض حظر للتجوال في المدينة. وقال المتحدث إنه "تم إعلان حالة الطوارئ، ويطلب من السكان التزام منازلهم". وأفادت الوكالة عن مقتل 6 أشخاص خلال المواجهات القائمة. وأعلنت نائب في البرلمان القرغيزي، عضو الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض ايرينا كراموشكينا ، أن التظاهرة في بشكيك تجري من دون توجيه، لأن كافة قادة المعارضة قيد الإقامة الجبرية أو محتجزون. وقالت إنه "لا يوجه المشاركين في التظاهرة العفوية في بشكيك في الوقت الحاضر أي فرد، لأن كافة قادة المعارضة إما قيد الإقامة الجبرية، وإما محتجزين في السجون لدى أجهزة أمن الدولة". وأعلنت كراموشكينا أن مطالب المتظاهرين تتلخص في إطلاق سراح قادة المعارضة. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الدفاع الروسية فلاديمير دريك أن قيادة القاعدة الجوية الروسية "كانت" الموجودة بقرغيزيا اتخذت إجراءات تشديد لحراسة منشآتها والدفاع عنها. وقال المتحدث "أجريت في الوضع الراهن جملة من الفعاليات المتعارف عليها لتشديد حماية أهم منشآت القاعدة". وكانت الشرطة القيرغيزية أعلنت في وقت سابق اليوم أن المواجهات مع المتظاهرين في وسط بشكيك، أسفرت، وفق المعلومات الأولية، عن قوع قتلى وجرح حوالي 100 شخص، وسط معلومات غير مؤكدة عن وقوع قتيلين. وقال مصدر في هيئات حفظ النظام بقرغيزيا، إن المواجهات بين هيئات حفظ النظام والمتظاهرين في وسط بشكيك، أسفرت حسب المعلومات الأولية، عن وقوع قتلى وإصابة ما يقراب 100 شخص. وأشارت الوكالة إلى أن المتظاهرين أحاطوا بمبنى الحكومة في بشكيك، وتستخدم هيئات حفظ النظام الوسائل الخاصة لإبعادهم، ولكنهم يعودون من جديد. ولفتت إلى أن آلاف المواطنين يتواجدون حالياً في الساحة، حيث يسمع بصورة متواصلة دوي القنابل المسيلة للدموع والصوتية. وكانت الشرطة القرغيزية، بدأت بتفريق الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للمعارضة الذين وصلوا إلى أمام مقر الحكومة، بعد اعتقال السلطات بعض زعماء المعارضة، مستخدمة الهروات والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع. ووصف رئيس الوزراء القرغيزي دانييار أوسينوف فعاليات المعارضة في مدينة تالاس بأنها خيانة عظمى. ودعت وزارة الخارجية الروسية السلطات القرغيزية والمعارضة إلى حل الخلافات بينهما من خلال الإجراءات الديمقراطية والسلمية، وعدم اللجوء إلى العنف وتجنب إراقة الدماء. كما حثت السفارة الأميركية في بشكيك أطراف النزاع على احترام القانون والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الموجدود حالياً في كازاخستان، عن قلقه إزاء الاضطرابات في قرغيزيا، ودعا الحكومة والمعارضة إلى ضبط النفس والحوار. وكانت الاشتباكات بين الشرطة القرغيزية والمتظاهرين تواصلت لليوم الثاني في قرغيزيا، واشتبك حوالي 200 محتج مع الشرطة في بيشكيك خارج مقرات المعارضة. وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن تجهيزات لمكافحة أعمال الشغب وقنايل الصعق والكلاب لقمع المحتجين، واعتقلت العديد منهم وساقتهم بعيداً في الحافلات. ولفتت إلى أن العديد من الصحافيين المحليين والأجانب شهدوا على الاشتباكات لأن المعارضة أعلنت عن نيتها عقد مؤتمر صحافي بعد الاشتباك بين الشرطة وناشطين في مدينة تالاس واعتقال العديد من قادة المعارضة أمس الثلاثاء. وكانت مجموعة من المحتجين اقتحمت أمس مبنى حكومياً في مدينة تالاس بشمال غرب قرغيزستان، وأعربت المعارضة القرغيزية عن تخوفها من أن تستخدم الحكومة القوة ضد المدنيين. يشار إلى ان قرغيزستان، حيث توجد قواعد عسكرية اميركية وروسية، تشهد انعداماً للاستقرار منذ وصول الرئيس الحالي كرمان بك باقييف إلى الحكم بعد الإطاحة بسلفه عسكر أكاييف في العام 2005. وتتهم المعارضة بقاييف بإحكام قبضته على السلطة والفشل في جلب الاستقرار والنمو الاقتصادي للبلد. وفاز حزب باقييف بغالبية المقاعد في البرلمان في أوائل كانون الأول'ديسمبر.