سيطر متظاهرو المعارضة القرغيزية، اليوم الأربعاء، على مبنى التلفزيون الحكومي، في حين تضاربت الأخبار حول مقتل وزير الداخلية مولدو موسى كونغاتييف، وأفيد عن مقتل 17 شخصاً وإصابة حوالي 150 آخرين في مواجهات بين المعارضين والشرطة في وسط العاصمة بشكيك. وعلى ما أفاد مراسل لفرانس برس، احتل المتظاهرون برلمان قرغيزستان وسيطروا على المبنى فيما كان الطابق الاول من مقر النيابة العامة يشتعل. ونقلت وسائل إعلام روسية عن موظفين في التلفزيون القرغيزي الحكومي قولهم أن متظاهري المعارضة الذين يواصلون مواجهاتهم مع الشرطة بوسط بشكيك، سيطروا على مبنى المحطة وقاموا بنهبه، وأن بعض الموظفين تمكنوا من الفرار في حين احتجز الباقون في الداخل. وأضافت أن المحطة عادت إلى البث بعد انقطاع دام ساعة، وقد ظهر ممثلون عن المعارضة وناشطون في مجال حقوق الإنسان على شاشة القناة. إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول مقتل كونغاتييف، فقد ذكرت بعض وسائل الإعلام مقتله متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال الاشتباكات التي جرت أمس الثلاثاء بين الشرطة والمعارضين في تالاس، في حين نفت وزارة الداخلية خبر الوفاة. من جهة أخرى نقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الصحة القرغيزية مقتل 17 شخصا وإصابة حوالي 150 آخرين في الاشتباكات في وسط بشكيك. وكانت حالة الطوارئ أعلنت في العاصمة القرغيزية اليوم، في ظل استمرار المواجهات بين الشرطة ومتظاهري المعارضة بوسط المدينة، فيما شدَّدت قيادة القاعدة الجوية الروسية في قرغيزيا الحراسة على منشآتها. ووقع الرئيس القرغيزي قرمان بيك باقييف مرسوماً يفرض حالة منع التجول، ولم يتم تحديد مناطق البلاد التي تخضع لهذا المرسوم. وأعلنت نائب في البرلمان القرغيزي، عضو الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض ايرينا كراموشكينا، أن التظاهرة في بشكيك تجري من دون توجيه، لأن كافة قادة المعارضة قيد الإقامة الجبرية أو محتجزون. وقالت إنه "لا يوجه المشاركين في التظاهرة العفوية في بشكيك في الوقت الحاضر أي فرد، لأن كافة قادة المعارضة إما قيد الإقامة الجبرية، وإما محتجزين في السجون لدى أجهزة أمن الدولة". وأعلنت كراموشكينا أن مطالب المتظاهرين تتلخص في إطلاق سراح قادة المعارضة. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الدفاع الروسية فلاديمير دريك أن قيادة القاعدة الجوية الروسية "كانت" الموجودة بقرغيزيا اتخذت إجراءات تشديد لحراسة منشآتها والدفاع عنها. وقال المتحدث "أجريت في الوضع الراهن جملة من الفعاليات المتعارف عليها لتشديد حماية أهم منشآت القاعدة". وكانت الشرطة القرغيزية أعلنت في وقت سابق اليوم أن المواجهات مع المتظاهرين في وسط بشكيك، أسفرت، وفق المعلومات الأولية، عن وقوع قتلى وجرح حوالي 100 شخص. وذكرت وسائل الإعلام أن المتظاهرين أحاطوا بمبنى الحكومة في بشكيك، واستخدمت هيئات حفظ النظام الوسائل الخاصة لإبعادهم، ولكنهم يعودون من جديد. ولفتت إلى أن آلاف المواطنين يتواجدون حالياً في الساحة، حيث يسمع بصورة متواصلة دوي القنابل المسيلة للدموع والصوتية. وكانت الشرطة القرغيزية، بدأت بتفريق الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للمعارضة الذين وصلوا إلى أمام مقر الحكومة، بعد اعتقال السلطات بعض زعماء المعارضة، مستخدمة الهراوات والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع. ووصف رئيس الوزراء القرغيزي دانييار أوسينوف فعاليات المعارضة في مدينة تالاس بأنها خيانة عظمى. ودعت وزارة الخارجية الروسية السلطات القرغيزية والمعارضة إلى حل الخلافات بينهما من خلال الإجراءات الديمقراطية والسلمية، وعدم اللجوء إلى العنف وتجنب إراقة الدماء. كما حثت السفارة الأميركية في بشكيك أطراف النزاع على احترام القانون والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الموجود حالياً في كازاخستان، عن قلقه إزاء الاضطرابات في قرغيزيا، ودعا الحكومة والمعارضة إلى ضبط النفس والحوار. وكانت الاشتباكات بين الشرطة القرغيزية والمتظاهرين تواصلت لليوم الثاني في قرغيزيا، واشتبك حوالي 200 محتج مع الشرطة في بشكيك خارج مقرات المعارضة. وذكرت وسائل إعلام روسية أن تجهيزات لمكافحة أعمال الشغب وقنابل الصعق والكلاب استخدمت لقمع المحتجين، وان الشرطة اعتقلت العديد منهم وساقتهم بعيداً في الحافلات. br / ولفتت إلى أن العديد من الصحافيين المحليين والأجانب شهدوا على الاشتباكات لأن المعارضة أعلنت عن نيتها عقد مؤتمر صحافي بعد الاشتباك بين الشرطة وناشطين في مدينة تالاس حيث تم اعتقال العديد من قادة المعارضة أمس الثلاثاء. وكانت مجموعة من المحتجين اقتحمت أمس مبنى حكومياً في مدينة تالاس بشمال غرب قرغيزستان، وأعربت المعارضة القرغيزية عن تخوفها من أن تستخدم الحكومة القوة ضد المدنيين. يشار إلى ان قرغيزستان، حيث توجد قواعد عسكرية أميركية وروسية، تشهد انعداماً للاستقرار منذ وصول الرئيس الحالي باقييف إلى الحكم بعد الإطاحة بسلفه عسكر أقاييف في العام 2005. وتتهم المعارضة باقييف بإحكام قبضته على السلطة والفشل في جلب الاستقرار والنمو الاقتصادي للبلد. وفاز حزب باقييف بغالبية المقاعد في البرلمان في أوائل كانون الأول'ديسمبر الماضي.