اختصر بنيامين فرانكلين البشر إلى مجموعتين قائلاً : إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة، أو أن تفعل شيئاً يستحق الكتابة ! و بمحاولة متفاءلة ، أحاول أن أنتمي للأولى .. لعلّي اصادق الثانية فتصبح عائلتي المحتملة سأرسم حروفي عن فن ( الكتابة ) بإعتراف سريع .. هو نعم ، من الجُهد أن تبدأ بنمنمة الحروف و نقشها متى أردت و في أي ساعة تشاء ! و لعل البعض أو الكثير – إن لم أُبالغ – يظنها سهلة لدى الكاتب و أن ضيافة المعاني و الصياغة .. قريبة و من البساطة كما يُفتح صنوبر الماء ! و هذا ما يتعجب منه أيّ كاتب بل يغيضه ! إن الكتابة أطناب كثيرة أولى أوتادها النيّة ثُم الإرادة فلهما الأسبقية لتخطّي " التردد " المتمترس ، و " الملل " الذي يجوب سماءك ، و يأكل من عشاءك .. أمّا ما بعد ذلك ، فما هي إلا توليفات تستطيعها بصبر جميل . الكتابة أعدل حقائق الإبداع ، قال تعالى { الذي عّلّم بالقلم } القلم قائد فصيح ، قد يغير واقعاً ، يصنع جمهوراً ، و يعقد الرايات للشعوب . الكتابة تشتعل بالشعور ، يستمر ضوءها بالفكرة ، و ثقافة صاحبها تدعوك لها . أنواعها السائدة حالياً : – الكتابة الوجدانية .. فيها يتكثف الشعور ، ولا تحتمل أكثر من فكرة واحدة . – الكتابة الموجهة .. تُحشد لها الأفكار بُغية الإقناع ، و تقل نسبة الشعور . – و أما الكتابة الجماهيرية .. – فصحى أو عامية – فالشعور فارسها المدجج ، و لو كانت الفكرة مكررة أو متوقعة ، تكثر في وسائل التواصل و الإعلانات . أيها الكاتب .. انظر للنص بشغف كما تنظر لشيء يُطل من الأرض و يعلو . إن لم تسعد في الكتابة ، فلن تهتف بالشارد العجول ليقرأك . و اجعل حروفك من الأفلاك السيّارة ، تزورها كلما سنح الخيال ، ثم أتنا بها بلا توقع ، أو فاجئنا بالسفر معك .! قطرة : —— أول نبي بعد أدم عليه السلام ، هو ( إدريس ) عليه السلام . اسمه أخنوخ ، و سُمي بأدريس لكثرة مدارسته الصحف السماوية . كان يعمل خياطاً للثياب و الجلود ، و هو أول من خط بالقلم .