تحوّل انتهاء مهمة الولاياتالمتحدة في أفغانستان مع مقتل 13 جندياً أميركياً، إلى سيناريو كارثي بالنسبة للرئيس جو بايدن الذي يواجه أخطر أزمة في عهده ويبدو مقيد اليدين أمام وضع لم يتوقعه أبداً. وقال الخميس، "26 أغسطس 2021″، أمام الكاميرات "يوم صعب"، بعد ساعات من هجوم انتحاري مزدوج قرب مطار كابول، من دون أن يخفي الرئيس ال46 للولايات المتحدة تأثره. وأشاد بايدن فيما كانت عيناه مغرورقتين بالدموع، بهؤلاء "الأبطال" الذين سقطوا في الهجوم الأكثر دموية بالنسبة للجنود الأميركيين منذ آب/أغسطس 2011. تحدث بايدن بلهجة صارمة وكأنه يردّ على الاتهامات بالضعف، وتوجه لمنفذي الهجوم بالقول "سنطاردكم وسنجعلكم تدفعون الثمن". ويتعرض بايدن أيضاً لانتقادات متزايدة لتجنّبه الردّ على أسئلة الصحافيين، أظهر انزعاجه فأغمض عينيه وأحنى رأسه مصغياً إلى صحافي من قناة "فوكس نيوز" المحافظة يسأله حول "مسؤولياته" الخاصة في هذه المسألة. كما فعل مرات عدة منذ أسبوعين، اضطرّ بايدن إلى تغيير جدول أعماله، مرجئاً لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يوماً واحداً. ويرى رئيس مجموعة "أوراسيا غروب" البحثية إيان بريمر في حديث لوكالة فرانس برس "أنها أزمة كبيرة في عهده" معتبراً أنه "فشل للاستخبارات، فشل للتخطيط، فشل للتواصل، فشل للتنسيق مع الحلفاء". لم "يتوقع" الرئيس، باعترافه الشخصي، الانهيار السريع للجيش الأفغاني الذي درّبته واشنطن وجهّزته وموّلته، وسقوط كابول بين أيدي حركة طالبان. وكما كانت الحال في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في أيار/مايو، تعطي إدارة بايدن انطباعاً بأنها تواجه صعوبة في التكيف مع ما حدث بشكل غير متوقع على الساحة الدولية. ويبدو أن الغموض السائد منذ انتصار طالبان في 15 آب/أغسطس فاجأ بايدن الذي كان في كامب ديفيد حيث يمضي الرؤساء الأميركيون عطلهم. مذاك كثّف الرئيس الديموقراطي البالغ 78 عاماً تصريحاته، بعدما لزم في البداية الصمت، لكن ذلك لم يوقف الانتقادات. وتمّ تأخير تصريحه الثلاثاء لحوالى خمس ساعات فيما كان العالم ينتظر معرفة ما إذا كان سيخضع للدعوات الدولية من أجل إرجاء الموعد الأخير للانسحاب الأميركي المقرر في 31 آب/أغسطس، وبالتالي لعمليات إجلاء الأجانب والأميركيين المهددين بهجمات انتقامية من جانب طالبان. وأكد أخيراً انهاء سحب القوات الأميركية في الموعد المحدد.