توفي شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي صباح الأربعاء 10/3/2010 في الرياض, عن عمر يناهز 82 عاما, إثر أزمة قلبية مفاجئة، وفيما تواردت أنباء عن نقل جثمانه إلى القاهرة, أعلن نجل الفقيد الراحل أنه سيُدفن في البقيع بالمدينةالمنورة بجوار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وداهمت الأزمة شيخ الأزهر خلال وجوده في مطار الملك خالد الدولي بالرياض للسفر عائدا إلى القاهرة، حيث نقل الفقيد على الفور إلى المستشفى, وفاضت روحه إلى بارئها. وكان طنطاوي قد وصل إلى الرياض, الثلاثاء 9/3/2010, للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية. وعانى الفقيد الراحل مرضا في القلب خلال السنوات الأخيرة, حيث سبق وتم تركيب دعامة في قلبه عام 2006, ويعاني تذبذبا في مرض السكر، وتعرّض لأزمة صحية نهاية عام 2008 إثر إصابته في إحدى ساقيه بالتهابات حادة في أعصاب الساق, وأدخل مستشفى وادي النيل لمدة 10 أيام. ونقل محمد واصل وكيل الأزهر الشريف عن نجل الشيخ طنطاوي قوله: إن والده سيُدفن في البقيع بجوار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يتم نقل جثمانه إلى القاهرة. من جانبه، قال الدكتور إبراهيم البهي, مدير مكتب صحيفة (الأهرام) في جدة, في اتصال هاتفي مع قناة (النيل) الإخبارية المصرية: "شيخ الأزهر قد توجه صباح اليوم (الأربعاء) إلى المطار برفقة عدد من الشخصيات من السفارة المصرية في الرياض لوداعه، وعند صعوده سلم الطائرة في تمام الساعة السادسة صباحا, فاجأته أزمة قلبية سقط على أثرها", وتابع: "تم نقل الدكتور طنطاوي إلى المستشفى العسكري في مركز الأمير سلطان للقلب، إلا أن التقارير الطبية أشارت إلى وفاة الإمام الأكبر بأزمة قلبية". ولد طنطاوي في 28 أكتوبر 1928 بقرية سليم الشرقية التابعة لمركز طما في محافظة سوهاج (جنوب صعيد مصر), وتعلم وحفظ القرآن في مدينة الأسكندرية, وحصل على الدكتوراه في علوم الحديث والتفسير عام 1966 بتقدير ممتاز، ثم عمل مدرسا في كلية أصول الدين، ثم انتدب للتدريس في الجماهيرية العربية الليبية لمدة 4 سنوات، عمل بعدها كعميد في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة, وشغل منصب مفتي الديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، إلى أن تم تعيينه شيخا للجامع الأزهر الشريف عام 1996. يعدّ الشيخ طنطاوي أكثر شيوخ الأزهر إثارة للجدل, حيث أثارت بعض مواقفه ضجة كبيرة في مصر والعالم العربي, مثل: مصافحته الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أثناء فعاليات مؤتمر (حوار الأديان) في نيويورك، وهو ما أثار غضب الشعب المصري, نظرا إلى أنها كانت تأتي في الوقت الذي كانت إسرائيل تفرض حصارا على غزة, كما أثار الجدل تأييده حق المسؤولين الفرنسيين في إصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب في مدارسهم ومؤسساتهم الحكومية باعتباره شأنا داخليا فرنسيا، الأمر الذي رفضته الجماعات الإسلامية وعلماء الدين, كما أصدر طنطاوي في أكتوبر عام 2007 فتوى تدعو إلى "جلد صحفيين" نشروا أخبارا تقول إن الرئيس حسني مبارك مريض, وقد أثارت هذه الفتوى غضبا شديدا لدى الصحفيين والرأي العام, وطالب النائب مصطفى بكري بعزله. وفي عام 2009، تعالت أصوات برلمانية تدعو إلى عزله على خلفية جلوسه مرة أخرى مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على منصة واحدة في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في الأول والثاني من يوليو في كازخستان, وأثار إجباره طالبة في الإعدادي الأزهري على خلع النقاب, زوبعة في أكتوبر الماضي, وأصدر شيخ الأزهر الراحل عديدا من المؤلفات, منها: التفسير الوسيط فى القرآن الكريم, بنو إسرائيل في القرآن الكريم, معاملات البنوك وأحكامها, السرايا الحربية في العهد النبوي, القصة في القرآن الكريم, أدب الحوار في الإسلام, وأحكام الحج والعمرة.