انتشرت في الآونة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي وعجت بصور الأطفال وفيديوهاتهم الطريفة والمضحكة، بعضها تنتشر بالغناء والرقص، وللأسف بعض العائلات زجت أطفالها إلى هذا العالم المخيف، الذي لم يأمن الكبار مكره فكيف حالهم بفلذات أفئدتهم. أتصفح تلك المواقع بشكل مستمر فأرى أجيالنا قد حرموا من طفولتهم العادية المليئة بالمتعة والترفيه، ليكونوا فريسة سهلة لتلك الشبكات وما تحتويه من مخاطر أخلاقية ونفسية. بل وشاهدت بعض الأسر من تجبر أطفالها على التصوير أو الضحك أو الرقص والغناء لمقاطع انتشرت حالياً للأغاني الراب والكيبوب وبعض الحركات الهستيرية التي لا أعرف كيف يؤدونها. ونسينا أو تناسينا أن هؤلاء هم صمام الأمان لنا وللمجتمع في المستقبل، وهم من سيقومون ببناء الأوطان ونشر العلم والعلوم الأخرى للمجتمعات، لكنهم منذ ولادتهم يحضون بوالدين انتهازيين، لا يفكرون إلا بالشهرة والمال على حساب هؤلاء الأطفال الذين لا يعلمون ماهي الشهرة وكم يكسبون أو بماذا يحلمون، فتسألهم من أحلامهم أو طموحاتهم فيصعقونكم بإجاباتهم، يحلمون بالشهرة والمال والظهور عبر المواقع والتقليد الأعمى لما يقوم به بعض رواد تلك المواقع، والصدمة الكبرى عندما ترى قدواتهم يتحولون لبعض المغنيين أو الراقصيين أو بعض الفنانين. فهنا أحببت أن أنوه للوالدين أن أطفالكم ليسوا مجرد سلع تبيعون وتشترون فيهم، هم أطفال من حقهم أن يعيشوا بأمان دون تنمر أو أن يروا مالا تحمد عقباه بعدها لن نلوم الا أنفسنا بتفريطنا بهم وحياتهم البسيطة التي طالما حلمنا بها لهم. لن أنكر أن هناك بعض المبدعين من الأطفال الذين أثبتوا تميزهم وابداعهم بالكثير من المجالات، لكن هناك طرق لدعمهم من دولهم التي يعيشون بها. نحن لا نريد أجيال تحلم فقد بالشهرة ولا تعلم العواقب، نريد أجيال تبني المجتمعات، وتنهض بأمتها عالياً، نريد من يحملون هم أوطانهم، وينشر ن العلم والتميز والإبداع، لا نريد أجيال مفرغة من الداخل والخارج لا تعلم ولا تطمح الا للمجهول أو ربما تنتكس تلك النفسيات الصغيرة والبيئة، وتتعرض للتنمر أو الابتزاز، وربما أيضاً إلى الانتحار، فرفقاً بفلذات أفئدتكم أعطوهم مساحتهم من الطفولة والمعرفة والأمان، فهم وحدهم من سيعمرون أوطانهم.