هدد تنظيم القاعدة كل من يشارك في الانتخابات التشريعية في العراق، في حين دعا أئمة المساجد وخطباء الجمعة الناخبين إلى المشاركة بشكل كثيف في ثاني انتخابات تشريعية منذ الاجتياح الأميركي ربيع عام 2003. وأعلن تنظيم القاعدة في العراق الجمعة فرض "حظر التجول" الأحد 7 مارس / آذار 2010، في جميع أنحاء البلاد لمنع إجراء الانتخابات، كما أفاد موقع "سايت" الأميركي لرصد المواقع الإسلامية. وذكر الموقع أن رسالة لتنظيم القاعدة نُشرت على موقع إسلامي على الإنترنت تقول إن "دولة العراق الإسلامية تعلن حظر التجول يوم الانتخابات (...) من السادسة صباحا حتى السادسة مساء في جميع أنحاء العراق، وخاصة في المناطق السنية". وحذر تنظيم "دولة العراق الاسلامية" من يخرق حظر التجول هذا بأنه "يعرّض نفسه والعياذ بالله لغضب الله ولكل صنوف أسلحة المجاهدين". ونددت (القاعدة) في رسالتها ب "الاحتلال الصليبي" للعراق، معتبرة أن "المشاركة في الانتخابات لم تتح يوما التخلص من الشر الذي ينشرونه. بل على العكس كانت دائما ما تزيدهم جرأة وتعزز مصالحهم وهجماتهم علينا وعلى رموزنا". من جهة أخرى، دعا التنظيم السُّنة الى حمل السلاح "لتطهير الأرض التي دنسها الكفر والإلحاد"، مضيفا "الم تؤد المشاركة في الانتخابات دائما سوى إلى إضعاف السُّنة وتخلفهم؟" وهاجم الزعماء الشيعة متهما إياهم بالرغبة في "استعباد" سنة العراق. وشهد العراق يومي الأربعاء والخميس سلسلة اعتداءات انتحارية في معظمها خلفت نحو 50 قتيلا في بغداد وبعقوبة. في المقابل دعا خطباء الجمعة العراقيين إلى الإقبال بكثافة على التصويت، خصوصا في المناطق السنية التي كانت قد قاطعت بكثافة انتخابات 2005. ففي محافظة ديالى، كبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، دعت المساجد السنية والشيعية الناخبين إلى المشاركة لمنع التزوير. وقال الشيخ عبد الرحمن الجوراني خطيب الجمعة في مسجد الحي وسط المدينة "عليكم بالذهاب إلى مراكز الاقتراع والتصويت لأن صوتكم أمانة في أعناقكم". وتابع "حتى إذا كنتم لا ترغبون في التصويت، فاذهبوا لإتلاف بطاقاتكم الانتخابية لكيلا يستغلها الآخرون للتزوير". وكانت المرجعية الشيعية قد أبدت الأربعاء الماضي قلقها حيال محاولات لتزوير الانتخابات عبر استخدام أقلام تستطيع مسح الحبر عن أوراق التصويت. وفي كربلاء، قال أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة، إن "المرجعية الدينية تشدد على ضرورة المشاركة في الانتخابات كونها تمارس دورها الإرشادي والتوجيهي في المسائل الحيوية الكبرى حفاظا منها على مصالح الشعب حتى يأخذ دوره الطبيعي في رسم مستقبله الواعد". وأضاف الصافي في حضور مئات المصلين "إذا لم تكن المشاركة بالمستوى المطلوب أو يحصل عزوف عن الانتخابات لأي سبب كان، فان ذلك سيمنح الفرصة لآخرين في تحقيق مآربهم غير المشروعة، وبالتالي يصل إلى مجلس النواب من ليس مؤهلا لذلك". وفي الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، قال الشيخ خالد سليمان خطيب جامع الدولة الكبير أمام مئات المصلين "عليكم بالتغيير وهذه هي فرصتكم الأخيرة للتأسيس لمستقبل العراق لأربع سنوات مقبلة". وفي مدينة الصدر، قال القيادي في التيار الصدري الشيخ حازم الأعرجي فور انتهاء خطبة الجمعة "نحتاج منكم إلى الالتزام بإنجاح كتلة الأحرار وإيصال جميع مرشحي" مقتدى الصدر إلى البرلمان. وأضاف "واجب عليكم أن تجوبوا الشوارع والمناطق لتعبئة المواطنين للمشاركة في الانتخابات (...) نريد تغيير الحكومة وإخراج المحتل". ووزع بيان على المصلين ممهور بختم الصدر يؤكد أن "هذه الانتخابات أعتبرها مقاومة سياسية، وإن قمتم بها موحدين على أكمل وجه فقد تنتج نجاحا، فاتحدوا من أجل تحرير العراق سياسيا". ودُعي نحو 19 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق، في حين بدأ 1,4 مليون ناخب عمليات الاقتراع في 16 بلدا. ويقول سياسيون ومسؤولون إن هذه الانتخابات "مصيرية" و"حاسمة" بالنسبة إلى مستقبل العراق الخارج لتوه من أتون نزاع طائفي، فضلا عن أعمال عنف وحروب بدأت قبل ثلاثة عقود تقريبا. ويشارك مئات الآلاف من قوات الأمن في إجراءات أمنية استثنائية تحسبا لهجمات مماثلة لتلك التي وقعت منذ الأربعاء الماضي وأودت بنحو خمسين شخصا. وتتضمن الخطوات إغلاق مطار بغداد والمنافذ الحدودية بين مساء السبت وصباح الإثنين. وعلى الصعيد الأمني، دارت مواجهات بين مؤيدي قائمة "التغيير" والتحالف الكردستاني في مدينة حلبجة الجديدة (50 كلم شرقي السليمانية) أسفرت عن إصابة خمسة أشخاص بجروح، وفقا لمصدر طبي. وفي الحلة (100 كلم جنوبي بغداد) أعلن مصدر عسكري "مقتل طفل في الخامسة من عمره بانفجار عبوة ناسفة قرب مدرسة المهدي المخصصة كمركز انتخابي في الحي العسكري في ناحية المسيب".